كشفت وزارة الداخلية في بيان شامل لها الأسبوع الماضي عن تفاصيل كثيرة لما يتم من جهود أمنية حثيثة لمكافحة الإرهاب والوقوف في وجه تنظيم (داعش) والمنتمين إليه والمتعاطفين معه. البيان، بتفاصيله الدقيقة، يستوجب منا الوقوف أمامه طويلا وقراءة ما بين السطور والخروج برؤى تصب وتتكامل مع مصلحة الجهود العامة التي تبذلها الدولة بكافة قطاعاتها، وخاصة الأمنية، في حربها الضروس ضد الإرهاب ومن يقف معه، ومن ذلك: أولاً: بكل اعتزاز نشكر وزارة الداخلية على هذه الشمولية والشفافية في البيان والتي وضعت النقاط على الحروف وألجمت المغرضين الذين يحاولون التقليل من مجهود الدولة ورجال الأمن ويطالبون بأن تكون الدولة أكثر حزما وصلابة في محاربة الارهاب. البيان ذكر الأعداد وأسماء وصور الكثير من الموقوفين والمضبوطات وكشف خططهم وتواريخ عملياتهم التي أحبطت، وحتى معرفات بعضهم في الإنترنت مما لا يدع مجالا للشك في أنه لا سرية ولا تكتم بعد اليوم في الإفصاح عن كل ما يشعر معه المواطن والمقيم أن هناك عيوناً ساهرة تعمل في الخفاء لينعم الجميع بالأمن والأمان.. فلله الحمد والشكر. ثانياً: البيانات العاجلة التي تصدر بعد أي عملية إرهابية لا تفصّل كل شيء، ولا يمكن لأحد أن يقف عندها ويسوق النقد واللوم ويقول لماذا، ولماذا، وكيف، فالإجراءات الأمنية والتحريات تأخذ وقتا في متابعة الفلول والوصول إلى مزيد من المعلومات ثم يأتي في وقت لاحق الإعلان عن المزيد من التفاصيل كما حصل في بيان ال(431) موقوفا، وبما لا يتعارض مع التحريات والخطط الأمنية لأن الإعلان عن كل شيء بعد وقوع أي عملية قد يفوّت الفرصة على رجال الأمن في تتبع عناقيد الإرهاب والإمساك بالمتورطين. ثالثاً: البيان أشار إلى تورط عدد من الجنسيات في المخططات الإرهابية وهذا يقودنا إلى ضرورة تحري الحيطة والحذر في تعاملنا ونظرتنا إلى جميع من حوالينا وعدم الاكتفاء بالنظر إلى المواطنين، فهناك آخرون مندسون ويعملون في الخفاء. هؤلاء قد نكون عونا لهم عندما نسهّل لهم إجراءات القدوم أو العمل بحسن نية، أو عندما نقدم لهم المساعدات والصدقات عندما يمدون أيديهم ويستجدون بلجة ظاهرها الحزن وباطنها الخبث والمكيدة. رابعاً: بما أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة يقدرون بالملايين فقد استغلت عناصر الإرهاب هذه الوسائل للترويج لفكرها والتواصل بين أفرادها، وعندما كشف البيان عن بعض معرفات تويتر فنحن من جانبنا علينا أيضا مسؤولية الحرص والحذر والتبليغ عن كل حالة اشتباه في أي معرف.. كثير من أفراد الفئة الضالة نجدهم يستغلون فرصة أي تفاعل نشط (هاشتاق) فيقومون بالدخول والمشاركة بأفكارهم وبعض الصور ومقاطع الفيديو سعيا وراء الوصول إلى من يتبنى فكرهم وبالتالي ينزلق معهم في هاوية الإرهاب.
مشاركة :