أكد اقتصاديون ومستثمرون في القطاع السياحي، أن موسم صيف المملكة “تنفس” الذي يستمر حتى 30 سبتمبر الحالي حقق عوائد استثمارية تفوق 10 مليارات ريال، تساهم في تعافي المنشآت والمرافق التي تعرضت لخسائر كبيرة بسبب جائحة كورونا العالمية، وأشاروا إلى أن تراجع السفر إلى الخارج بسبب استمرار الحذر من “كوفيد ـ 19” دعم بشكل كبير استراتيجية وزارة السياحة في اكتشاف الطبيعة الساحرة والتنوع المناخي والعمق التاريخي والثقافي في 10 واجهات سعودية. وكان وزير السياحة رئيس مجلس الهيئة السعودية للسياحة أحمد بن عقيل الخطيب، أعلن انطلاق “تنفس” في لقاء إعلامي افتراضي، ولفت إلى تنوع مناطق الجذب السياحي السعودي، من مدينة تبوك التي تضم الأودية الخصبة والمناطق الرملية وعجائب التشكيلات الصخرية، مروراً بالشواطئ الساحرة والهادئة في “أملج” و”ينبع”، ثم “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية” بشاطئها الخلاب وأنشطتها وفعالياتها الترفيهية، وجدة بتاريخها وجاذبيتها، وصعوداً عبر سلسلة جبال السروات في الطريق إلى الطائف مصيف العرب، والغابات الكثيفة والأجواء الباردة والقرى التاريخية في الباحة، وصولاً إلى مرتفعات عسير وقمم جبال أبها الشامخة بتراثها وثقافتها وفنونها، وتستمر رحلة موسم صيف السعودية من القلب النابض للمملكة في العاصمة “الرياض” وصولاً إلى “المنطقة الشرقية”. مليونا سائح ويرى الاقتصادي الدكتور راشد بن زومة أن صيف السعودية سيجذب مليوني شخص على أقل تقدير خلال الشهور الثلاثة التي تمتد من يوليو إلى سبتمبر مروراً بأغسطس، وبحسبة بسيطة سنكتشف أن قطاع السياحة والترفيه سيحقق 10 مليارات ريال تقريباً، في حال افترضنا أن إنفاق الشخص السياحي يقارب 5 آلاف ريال فقط، متوقعاً أن يشهد القطاع الفندقي والترفيهي والسياحي انتعاشة كبيرة في أعقاب حالة الركود المحلية والعالمية خلال أزمة كوورونا، الأمر الذي سيعود بشكل فعال على العاملين والمستثمرين في القطاع على حد سوء. ولفت إلى أن “تنفس” يمثل ابتكار مثالي ومرحلة تمهيدية في الطريق إلى عودة “مواسم السعودية” التي حققت نجاحات كبيرة خلال عام 2019، وكانت سبباً في تسليط الأضواء الإعلامية على المملكة من مختلف بقاع العالم، مع استضافة مجموعة كبيرة من الفعاليات الترفيهية والرياضية، وتحول مدن السعودية إلى مناطق جذب، والانتقال من مقعد “المتفرج” إلى صناعة الحدث، في نجاح باهر سيعود تدريجياً خلال الفترة المقبلة. لا للمغالاة في الأسعار ودعا رجل الاعمال محمد الهضبان السعوديين والمقيمين إلى التفاعل مع موسم الصيف السياحي السعودي هذا العام، وقال: “لا يختلف اثنان على أن مواسم السعودية السياحية والترفيهية، قادت المملكة إلى مرحلة جديدة من التنوع الثقافي والترفيهي، وأسست منصات إبداعية غير مسبوقة، وأطلقت صناعة جديدة تعني بالفن والمسرح والسينما والأنشطة التشكيلية، وساهمت بشكل كبير في تطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه، ودعم قطاع السياحة، وباتت جزءًا مهماً في تحسين “جودة الحياة” الذي يعد أحد برامج رؤية الوطن 2030، وساهمت بالفعل في تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، ورافداً حضارياً واقتصادياً للبلاد، ومحركاً رئيساً للتحول الوطني نحو التنمية البشرية”. وأوضح أن (السياحة والترفيه) تقومان بعمل استثنائي رائع، وتسير بخطوات واسعة نحو المستقبل، حيث أنجزت خلال فترة وجيزة مبادرات وبرامج كانت تحتاج عقود كاملة، مؤكدًا على أن تولى القطاع الخاص زمام القيادة وفق تسهيلات وضوابط ودعم وتمكين من القطاع الحكومي، سيكون له أثر طيب في تحقيق النجاحات، مطالباً صناع السياحة بعدم المغالاة في الأسعار، واستثمار الفرصة لجذب السعوديين إلى السياحة الداخلية. عوائد مباشرة وأكد المحامي نضال عطا أن موسم صيف السعودية هذا العام يأتي بشكل مختلف كلياً عن الأعوام الماضية، متأملاً أن يحظى بجاذبية كبيرة وأن تصل درجة الإشغال خلاله إلى ما يزيد عن 95%، في ظل تعطش الجميع للتغلب على الآثار السلبية التي تركتها جائحة كورونا العالمية، والعزلة الاجتماعية التي فرضت على الجميع بسبب خطر الفيروس القاتل خلال الأشهر الأربع الماضية مع حظر التجول. وتوقع أن يحقق الموسم عوائد مالية مباشرة للمستثمرين والعاملين في القطاع السياحي والترفيهي الذين كانوا الاكثر تضرراً في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الإعلان عن “تنفس” جاء في الوقت المناسب، وجسد الرؤية الذكية والطموحة لوزراة السياحة، في ظل الحاجة إلى بدائل حقيقية للسفر إلى الخارج، الذي اعتاد عليه الكثير من السعوديين سنويا، ومع المحاذير الكيبرة التي تضعها شركات الطيران، وتوفق الكثير من الواجهات، سيتكون الفرصة سانحة أمام المواطن السعودي ليتعرف على بلده بشكل جيد، ينهل من تراثها وثقافتها، ويتوقف عند معالمها الساحرة، والتي لا تقل بأي شكل من الأشكال عن الموجود بالخارج الذي نقطع آلاف الأميال لمشاهدته.
مشاركة :