لسنا (دواعش) ولا ملائكة..!

  • 7/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

- ليس من المعقول ولا المقبول أن نستمر في التعاطي مع قضايانا المهمة بالأسلوب نفسه والطريقة نفسها مهما تغيرت الظروف، ومهما استجدت المعطيات، ومع أنّ الحكمة تقتضي أن نتعلم من أخطائنا السابقة، وأن ننظر للنتائج والمخرجات، كمعايير صادقة لإصدار الأحكام على محاولاتنا وتجاربنا، إلا أن الواقع يكشف عن مدى الخلل في حراكنا المجتمعي، الناتج عن سلوكنا الفكري، في كل مراحلنا التي لا تتشابه سوى في الطرق والأساليب، حتى وإن تباينت القضايا، وتنوعت المشكلات..! وكعادتنا المزمنة؛ ينقسم المجتمع بخلاف الفئة السلبية «الصامتة»، إلى فئتين «متطرفتين» في الرؤية والتفكير، حيال أي ظاهرةٍ مستجدة، مهما بلغت من الخطورة والأهمية، وعلى سبيل المثال؛ ما وصل إليه حال بعض أبنائنا، من الغلو والتطرف، إلى حد أبشع أنواع الإرهاب والهمجية؛ حيث عاد كلا الطرفين لسيرته الأولى؛ طرفٌ مأزوم، هوايته «الوصم» وجلد الذات، فلم يتورع عن شيطنة المجتمع و«دعشنته»، وطرفٌ موهوم، غارقٌ في أوهام المطلق والمثالية، فلم يتردد في تنزيه المجتمع ونزعه عن بشريته للحد الذي يجعله أقرب ما يكون إلى الملائكة..! وفي الحقيقة؛ أن كلا الفريقين، المأزومين والموهومين، لا يمكن أن يقدموا شيئاً ذا جدوى للمجتمع الذي يعيشون فيه، ولن ينال الضحايا المظلومين، من الفريق الأول، سوى اليأس والإحباط، ومن الآخر سوى الوهم والتضليل..! وبقليلٍ من الإنصاف والموضوعية، فإنه لا مناص من مواجهة هذا المرض الخبيث «الداعشي»، الذي أصاب جسدنا المجتمعي، كما يواجه الأطباء الحاذقون أي مرضٍ خطير، بدءاً من التشخيص الصحيح، لتحديد الأعراض والمسببات، وصولاً لبناء «استراتيجيةٍ» علاجية، شاملة ومستمرة، تهدف إلى الوقاية والتحصين ثم التدخل والعلاج، وتخضع دوماً للمراجعة والتقييم، بعيداً عن الولولة وشق الجيوب، أو التعامي ونفض اليدين..! ختاماً؛ إلى متى تغيب جامعاتنا المنعزلة خلف الأسوار، ومراكز أبحاثها الغارقة في النوم والكسل، عن حاجات المجتمع وقضاياه ومشكلاته؟!

مشاركة :