بيروت: «الخليج» كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما أجرى الاستشارات النيابية الملزمة، وجرت تسمية أديب من قبل 90 نائباً في مجلس النواب من أصل 120، على اعتبار أن هناك 8 نواب قبلت استقالاتهم بعد تقديمها منذ أسبوعين احتجاجاً على انفجار المرفأ، فيما سمى 15 نائباً السفير اللبناني السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، ونائب واحد سمى الوزير السابق الفصل سلق، وآخر سمى الوزيرة السابقة ريا الحسن، فيما لم يسمِّ 8 نواب أي اسم.وفور انتهاء الاستشارات، استدعى الرئيس ميشال عون، مصطفى أديب، بحضور رئيس النواب نبيه بري الذي قال لدى مغادرته القصر الجمهوري: «عقبال الحكومة بأسرع وقت».وفور تكليفه قال أديب: «ندعو الله أن يوفقنا في الإسراع بتشكيل الحكومة. وأضاف: لا وقت للكلام والوعود، الوقت للعمل بكل قوة، بتعامل الجميع من أجل تعافي وطننا، لأن القلق كبير. وسنوفق بإذن الله في هذه المهمة لاختيار فريق عمل متجانس لإجراء الإصلاحات الأساسية لوضع البلد على الطريق الصحيح.وتابع: «الفرصة أمامنا ضيقة، وعلى كل القوى السياسية أن تدرك ذلك. أقول للبنانيين قدرنا أن نتغلب على الأحزان والأوجاع، وعزمنا راسخ بأن أرضنا ستبقى صامدة، ومعاً نصنع الأمل بالمستقبل. ادعو لنا بالتوفيق».وتفقد أديب الأضرار الناجمة عن انفجار المرفأ في 4 آب/أغسطس الماضي بمنطقة الجميزة - مار مخايل شرقي بيروت، وقال في ختام الجولة: «قررت أن تكون أول محطة لي بعد تكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة من هنا، من هذه المنطقة، لأوكد لجميع الناس وقوفي إلى جانبهم في هذه المحنة الكبيرة التي مرت على لبنان. لا كلام يعبر عن الوجع الذي شعرت به لما شاهدته من مآسٍ ودمار، وليس عندي ما أقوله الآن إلا التضامن الكامل مع ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين والمنكوبين».وقام أديب بعد الظهر بجولته التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين، وهم نجيب ميقاتي، وسعد الحريري، وتمام سلام، وسليم الحص، وحسان دياب، على أن يجري الاستشارات غير الملزمة مع الكتل النيابية غداً الأربعاء.وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «هدفنا جميعاً يجب أن يكون إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات ويجب أن تتشكل الحكومة سريعاً وتنجز بيانها الوزاري والبلد لا يحتاج إلى مناورات بل إلى حلول». وشدد على أنه «يجب أن يكون هدفنا جميعاً إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار»، لافتاً إلى أنه «لتحقيق هذه الأهداف على الحكومة أن تتشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب أن تتشكل بسرعة مع صياغة البيان الوزاري بسرعة»، مشيراً إلى أن «كل الكتل النيابية أعلنت تعاونها مع الحكومة لتحقيق الهدف المنشود».وأعلنت كتل «المستقبل»، و«الوفاء للمقاومة»، و«اللقاء الديمقراطي»، و«الوسط المستقل»، والحزب «القومي السوري»، و«لبنان القوي»، و«ضمانة الجبل» كتلة نواب الأرمن، وكتلة التنمية والتحرير، تسمية أديب. أما كتلة «اللقاء التشاوري» فلم تسمّ أحداً.من جانبه، أشار رجل الأعمال بهاء الحريري في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن «مصطفى أديب هو وكيل آخر لنظام لبنان القديم»، معتبراً أنه «من غير المقبول أن يدير أمراء الحرب والميليشيات بلدنا، ونحن بحاجة إلى تغيير كلّي للوصول إلى لبنان الجديد».قضائياً، أصدر المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، مذكرتي توقيف وجاهيتين، بحق المدير العام للنقل البحري عبدالحفيظ القيسي ورئيس مرفأ بيروت محمد المولى، بناء على طلب النيابة العامة التمييزية.مطلبياً، قطع عدد من المحتجين، أمس الاثنين، مسارب ساحة عبدالحميد كرامي المعروفة بساحة «النور» في طرابلس، احتجاجاً على طريقة تشكيل الحكومة، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر الجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي التي قامت بتحويل السير إلى طرق فرعية، مما تسبب بزحمة سير خانقة عند مداخل المدينة. كما قطع عدد من سكان محلة مشاريع القاع في البقاع الشمالي الطريق الدولية بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على ظاهرة التفلت الأمني في المحلة، بعد تزايد أعمال السطو وفرض الخوة والسلب، مطالبين الأجهزة الأمنية بالتدخل.
مشاركة :