قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب، بعد تكليفه من رئيس الجمهورية ميشال عون، إنه لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، بل الوقت للعمل بالتعاون مع الجميع، متعهداً بتشكيل حكومة جديدة من أصحاب الكفاءات والاختصاص، وبإجراء إصلاحات بالتعاون مع البرلمان للتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وأكد أديب أن تشكيل الحكومة سيكون بفترة قياسية، لافتاً إلى أن «الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلناها بناء على أن كل القوى السياسية تفهم ذلك». وقال أديب: «بإذن الله، سنوفق بهذه المهمة من فريق العمل من أصحاب الكفاءة والاختصاص لإجراء إصلاحات بسرعة». وأضاف «القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل، وسنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل لبناني متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص، وننطلق جميعاً بالتعاون مع المجلس النيابي في إجراء الإصلاحات الأساسية، وبسرعة ما من شأنه أن يضع البلد على طريق التعافي الصحيح، ووقف النزف المالي والاقتصادي والاجتماعي الخطير». ووجه رئيس الوزراء المكلف رسالة للبنانيين قائلاً: «إن قدرنا أن نتغلب على الأحزان والأوجاع وعزمنا راسخ بأن أرضنا ستبقى صامدة، ومعاً نصنع الأمل بالمستقبل». وأفضت الاستشارات النيابية الملزمة أمس، إلى حصول السفير مصطفى أديب على غالبية أصوات النواب لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية خلفا لحسان دياب. وحصد أديب تسمية غالبية النواب، بـ90 صوتاً من بين 120 نائباً، بعد استقالة 8 نواب، فيما سمى عدد من النواب السفير اللبناني السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، وامتنع آخرون عن تسمية أحد لتولي رئاسة الحكومة. وسمت «كتلة المستقبل» برئاسة سعد الحريري، السفير أديب، لكنها أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة. كما سمت كتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة تيمور جنبلاط، أديب مؤكدة أنها لن تشارك أيضاً في الحكومة. من جهتها، سمت «كتلة الجمهورية القوية» التي تمثل حزب «القوات اللبنانية» السفير نواف سلام. وسمت الكتلتين الشيعيتين السفير أديب لرئاسة الحكومة. بدورها، سمت «كتلة لبنان القوي» برئاسة جبران باسيل، السفير مصطفى أديب. وتأتي الاستشارات لتسمية رئيس جديد للحكومة، قبيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، الذي حض المسؤولين على تنفيذ إصلاحات ضرورية. وفي السياق، تفقد رئيس الحكومة المكلف أمس، مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة به. وزار أديب فور مغادرته القصر الجمهوري شارعي «مار مخايل» و«الجميزة»، واستمع إلى هواجس المواطنين ومطالبهم. وقال إنه قرر أن تكون أول محطة له بعد التكليف من هذه المنطقة بالذات، ليؤكد للجميع أنه وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة الكبيرة التي مرت على لبنان. وقال: «لا كلام يعبر عن الوجع الذي شعرت به لما شاهدته من مآس ودمار، وليس عندي ما أقوله الآن إلا التضامن الكامل مع ذوي الضحايا والجرحى والمفقودين والمنكوبين». وأكد أديب أن «ما شاهدته يجب أن يشكل حافزاً لنا جميعاً للإسراع في تشكيل الحكومة والانطلاق في ورشة إعادة البناء والإعمار وتخفيف معاناة الناس، بالإضافة إلى القيام بالخطوات المطلوبة لإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، مما يشجع أصدقاء لبنان على الوقوف إلى جانبه ودعمه». وختم قائلاً: «قلبي وعقلي مع أهل بيروت وكل لبنان لا سيما أبناء المناطق التي تضررت في الانفجار في المرفأ، والأهم هو إنجاز التحقيقات القضائية لتحديد المسؤوليات والمحاسبة». وكان أديب الحاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية قد شغل منذ 7 سنوات منصب سفير لبنان في ألمانيا. ماكرون يصل إلى بيروت في زيارته الثانية منذ أقل من شهر وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس، إلى بيروت في زيارته الثانية منذ انفجار المرفأ المروع، وذلك بعد ساعات من تسمية مصطفى أديب رئيساً مكلفاً تشكيل حكومة جديدة. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون في استقبال نظيره الفرنسي والوفد المرافق في المطار. ويحفل جدول أعمال الرئيس الفرنسي بلقاءات سياسية، وأخرى ذات طابع رمزي، يختتمها باجتماع يعقده مع 9 من ممثلي أبرز القوى السياسية. واستبقت الرئاسة الفرنسية وصوله إلى بيروت بتأكيدها أن المطالب التي يحملها واضحة، وهي «حكومة بمهمة محدّدة، نظيفة الكفّ، فاعلة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية في لبنان وبالتالي تلقي دعم دولي قوي».
مشاركة :