إضرام النار في مبنى قناة عراقية بثت أغاني في عاشوراء | | صحيفة العرب

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اشتعلت موجة غضب واسعة في العراق ضد قناة دجلة العراقية بسبب بثها أغاني في ليلة عاشوراء التي تعتبر بداية يوم حداد بالنسبة إلى الشيعة، وتمّ إحراق مبنى القناة وملاحقة مالكها قضائيا، واضطر إعلاميوها إلى النأي بأنفسهم عن الغضب الشعبي بإعلان استقالتهم. بغداد - أحرقت مجموعة من المواطنين في العاصمة العراقية بغداد، الاثنين، مقر قناة دجلة الفضائية بعد بثها أغاني في يوم عاشوراء، وتسببت في موجة غضب واسعة وحملة لمقاطعة القناة وحذفها من بيوت العراقيين، رغم اعتذار القناة ومحاولتها تهدئة الجمهور. وقال أحد الموظفين في القناة، إن “مجموعة اقتحمت القناة في منطقة الجادرية ببغداد وأقدمت على حرق المقر بكامله”. وأظهرت مقاطع فيديو مجموعة من المدنيين وهم يقتحمون مقر القناة ويضرمون النار فيها. وقبل اقتحام القناة بساعات، أصدرت محكمة الرصافة في العاصمة العراقية بغداد، الاثنين، مذكرة قبض بحق زعيم حزب “الحل” جمال الكربولي الذي يمتلك قناة دجلة. وذكر بيان لمجلس القضاء الأعلى، أن “المحكمة قررت إصدار مذكرة قبض بحق مالك قناة دجلة، جمال الكربولي لمجهولية محل إقامته في العراق”. وأضاف، أن “الأمر جاء بناء على شكوى تقدم بها عدد من المحامين أمام محكمة تحقيق الرصافة بخصوص تعمد الإساءة إلى شعائر إحدى الطوائف الدينية في العراق وبحسب نص المادة (372/1) من قانون العقوبات”. وتابع “كما قررت المحكمة إشعار هيئة الإعلام والاتصالات باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية الداخلة ضمن اختصاص الهيئة بحق القناة”. وتصاعدت موجة الاستنكار وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة ضد القناة، وسط دعوات لمحاسبتها ومقاطعتها وحذفها من تلفزيونات العراقيين، وأعلن العديد من مذيعي القناة استقالتهم. وقدم الإعلامي الرياضي أحمد الغزالي، استقالته من القناة، وقال في منشور على صفحته بموقع فيسبوك “استنكارا لموقف قناة دجلة تجاه القضية الحسينية، أعلن استقالتي كمسؤول للقسم الرياضي ومراسل في النجف الأشرف، لينتهي اليوم مشواري الذي بدأ عام 2017”. كما أعلن الإعلامي علي مهاوي من خلال حسابه على فيسبوك الاستقالة، وكتب ”مع السلامة قناة_دجلة، استنكارا لموقف قناة دجلة تجاه القضية الحسينية، أعلن استقالتي كمراسل رياضي جديد في أحد البرامج التي تبدأ في بداية الدوري العراقي الجديد لعام 2020 لينتهي اليوم مشواري الذي لم يبدأ بعد مع الحسين لا خسارة في الدنيـا والآخرة”. وحذا حذوهما المصور والمخرج علي العميدي، قائلا في منشور على فيسبوك “أُعلن استقالتي كمصور ومخرج من قناة دجلة الفضائية على خلفيه استهزائها بمصيبة أبي الأحرار وعرض الأغاني والطرب في يوم استشهاد الحسين مستفزة بذلك مشاعر الملايين حول العالم من محبي أهل البيت، عقيدتي وانتمائي للحسين فوق العمل وفوق المادة ولا يشرفني بعد اليوم العمل لصالح قناة تحتفل بأيام أحزاننا”. إدارة قناة دجلة أعلنت أنه سيتم إغلاق القناة مؤقتا "احتراما لعظمة المناسبة" لكنها لم تنجح في امتصاص الغضب وانضم الإعلامي سعدالدين الحساني لقافلة المستقيلين عبر فيسبوك، معلنا “عقيدتي فوق كل شيء” وتابع “الحسين وحده من سيقف معي في القبر والبرزخ ويوم القيامة وهذه عقيدتي المطلقة التي رسخت في داخلي، كيف لي أن أدعوه يوميا وأنا أعمل متطوعا وبشكل مجاني لشعار قناة لم تحترم وتقدس اليوم الذي استشهد فيه”. من جهتها أصدرت إدارة قناة دجلة، الأحد، توضيحا واعتذارا بشأن بث أغان على الشاشة في ليلة العاشر من شهر محرم. وقالت إن “مؤسسة دجلة للإعلام تأسست وفق المبادئ الوطنية والمهنية ملتزمة بأن العراق خط أحمر لا يمكن النقاش فيه واعتمدت مفهوم الاحترام الكبير والحقيقي لكل المرجعيات الدينية في العراق ولكافة الأديان”. وأضافت “نأتي اليوم في هذا البيان والتوضيح لنؤكد بأننا نستمد من رسالة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة الطف ترسيخ مبدأ الحرية والإصلاح والاستمرار برسالة الشجعان وبناء الوطن، كما نود أن نوضح للجميع بأن ما حدث ليلة عاشوراء لم يكن مقصودا أبدا وإنما هناك إدارة مستقلة لقناة دجلة طرب وهي لا تتبع سياسة قناة دجلة الرئيسية وبالتالي حدث استمرار بث برامج القناة كما في باقي الأيام دون تثبيت خصوصية هذه الليلة الحزينة والمفجعة والتي نقدر عاليا حجم الحزن وحرارة الدموع فيها، لذا وانطلاقا من مبدأ الوطنية والمهنية نقدم هذا التوضيح مصحوبا باعتذار لكل المؤمنين في العراق”. وأعلنت إدارة القناة أنه سيتم إغلاقها موقتا “احتراما لعظمة المناسبة ولمشاعر الجميع وسيتم اتخاذ إجراء إداري جوهري في موضوع إدارة القناة التي تتبع إلى مؤسسة دجلة للإعلام، حرصا منا على الحفاظ على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي”. وسبق أن تم استهداف القناة والعاملين فيها بسبب تغطيتها للاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي بدأت في أكتوبر الماضي. واغتيل مراسل القناة أحمد عبدالصمد والمصور صفاء الغالي، مطلع العام الحالي، عندما فتح مجهولون النار على سيارتهما في منطقة قريبة من مقر قيادة الشرطة في المحافظة. ولفت المتحدث باسم القناة سعد رشيد إلى تقرير سجله المراسل قبيل اغتياله، “عندما كان يقف في تقريره وخلفه البناية التي أشار إليها (وتحديدا الحشد الشعبي)، قال إن هذا هو الطرف الثالث. وأعتقد أن الطرف الثالث الذي أشار إليه هو من قام باغتيال المصور والمراسل”. كما أكد رشيد أن الاغتيال لن يؤثر على مسار القناة، رغم “مظاهر الحزن” التي بدت عليها عقب اغتيال صحافييها. واستبعد أن تكشف السلطات عن المسؤولين عن الاغتيال، متسائلا “ماذا سيقولون؟ سنشكل لجنة، واللجنة تأخذ لجنة، وأنت تعرف أن هناك مثلا يقول: إذا أردت أن تفشل مشروعا، فشكل له لجنة”. وفي نهاية حديثه لفت رشيد إلى وجود “مؤشرات خطيرة وصلت إلينا.. هناك أيضا تهديدات للعاملين الصحافيين في الخارج أيضا، ربما ستكون هناك عمليات استهداف للصحافيين والناشطين في خارج العراق”.

مشاركة :