باريس 31 أغسطس 2020 (شينخوا) ذكر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأحد أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي معا مقاومة التيارات السلبية المحرضة على الكراهية والمواجهة ، والوقوف بقوة معا في الجانب الصحيح من التاريخ. وفي خطاب بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قال وانغ إن هناك تغيرات جارية في العالم نادرا ما شهدها منذ قرن، وأدى التفشي غير المتوقع لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى تسريع التغيرات. وأوضح أنه "حاليا، يقوض مرض (كوفيد-19) من حياة وصحة الإنسان. وسقط العالم في هوة كساد عميق. وتواجه الحوكمة العالمية معضلات كبيرة مع موجات كبيرة من البطالة والإفلاس واضطرابات سلسلة الإمداد وكذلك عجز متزايد في الحوكمة والتنمية والثقة". وذكر وانغ أنه في مواجهة التحديات والمرض الذي لم يشهده العالم منذ قرن، يواجه العالم مرة أخرى خيارات رئيسية إما المضي قدما أو التراجع، وإما الاتحاد أو الانقسام، وإما الانفتاح أو الانغلاق. ولفت إلى أن أي شخص يحاول معارضة مد التاريخ سيكون موضع كراهية ولن يتقدم أكثر إلى الأمام. وقال إن الصين وأوروبا اللتين تقفان في مفترق طرق هام للتنمية الاجتماعية للبشرية، ينبغي عليهما اتخاذ موقف مسؤول تجاه مستقبل البشرية، ووضع المصالح الجوهرية لشعوب الجانبين في الاعتبار، ومقاومة الأمواج المعاكسة للتحريض على الكراهية والمواجهة بشكل مشترك، والوقوف بشدة في الجانب الصحيح من التاريخ لتوفير المزيد من الاستقرار للعالم المعقد والمتغير. أولا، يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي حماية التنمية السلمية بقوة ومعارضة محاولات تقسيم العالم بشدة وبشكل مشترك. وأشار إلى أنه ثبت منذ وقت طويل أن تهديد الآخرين لا يؤدي سوى إلى سباق التسلح ومعضلة أمنية، كما أن المواجهة بين معسكرات مختلفة تتسبب في تداعي التعاون الدولي. وأكد وانغ على أن الصين، كونها دولة كبرى مسؤولة، تعارض أي محاولة لبداية "حرب باردة" ولن تسمح أبدا لأي قوة بسلب حق السعي إلى التنمية وحياة طيبة من الشعب الصيني أو شعوب العالم. وذكر أن الصين تعتزم إرسال رسالة قوية مع أوروبا للاستمرار في الوحدة ومعارضة الانقسام والالتزام بتحقيق التقدم ومعارضة العودة إلى الخلف والإصرار على التنمية السلمية ومعارضة النزاع والمواجهة. ثانيا، ينبغي على الصين والاتحاد الأوروبي دعم التعددية بقوة ومعارضة التنمر الأحادي بشكل مشترك والذي تزايد وأصبح يمثل أكبر تحد أمام النظام العالمي التعددي. ولفت إلى أنه "لا يمكننا السماح لسياسات القوة باستدراج العالم إلى قانون الغابة، ولا يمكننا السماح للأحادية بإعاقة التقدم نحو المزيد من العلاقات الدولية الديمقراطية". وتعهد وانغ بأن الصين ستدعم بقوة التعددية، وتدعم وتنفذ الحوكمة القائمة على التشاور المكثف، والإسهامات المشتركة والمنافع المشتركة مهما كان تغير الوضع الدولي. ولفت وانغ إلى أن الصين تعتبر الاتحاد الأوروبي قوة هامة في عملية تعدد الأقطاب ومستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لحماية فاعلية وسلطة النظام التعددي ونظام عالمي عادل ومنصف. ثالثا، يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي مواصلة دعم التعاون متبادل النفع ومعارضة الفصل والتباعد، بحسب وانغ. وأشار إلى أن الاتجاه التاريخي للعولمة والذي يتحرك للأمام على الرغم من التقلبات، لا رجعة فيه، ولا يمكن فصل السلاسل الصناعية العالمية وسلاسل الإمداد. وإن الفصل القسري من قبل دول بعينها لا يعارض فقط قواعد السوق والواقع، بل يتعارض أيضا مع مصالح شعوب العالم. لقد أصبح الصين والعالم اليوم مترابطين، وهو ما يعني أن محاولة الفصل وفك الارتباط مع الصين يعني فك الارتباط مع فرص التنمية وأكبر سوق ديناميكي هائل الحجم. إن الصين والاتحاد الأوربي باعتبارهما اقتصادين رئيسيين في العالم، يتعين عليهما التمسك بالتجارة الحرة وحماية استقرار السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد العالمية سويا، للقيام بدور رئيسي في دعم التنمية والازدهار العالميين في فترة ما بعد المرض، بحسب وانغ. رابعا، ينبغي عليهما مواجهة التحديات العالمية معا ومعارضة استراتيجية "إفقار الجار واستغلاله". ولم يشهد الاعتماد المتبادل بين البشر قوة مثل قوته الآن، كما لم تكن المخاطر متكررة ولا يمكن التنبؤ بها كما هى اليوم، بحسب وانغ. وتمثل التحديات الأمنية غير التقليدية مثل التغير المناخي والأمن الالكتروني والإرهاب والجرائم العابرة للحدود تهديدا فعليا للعالم بينما ستحدث تحديات مشابهة لأزمة المرض مرة أخرى في المستقبل. ويتعين على الصين والاتحاد الأوروبي معا تقديم نموذج للعالم في دعم الحوكمة العالمية، والعمل معا لتعزيز الدور التنسيقي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية، ومعارضة وضع المصلحة الشخصية فوق مصالح الآخرين واكتساب المصالح الشخصية على حساب الآخرين، وضم الأيدي من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، حسبما ذكر وانغ.
مشاركة :