بعد نهاية عام دراسي استثنائي وعطلة صيفية لا ككل العطل، يستعد تلاميذ المدراس للعودة إلى مقاعد الدراسة، حيث سيتعين عليهم كما الإطارات التربوية من مدرسين وإداريين التأقلم مع فيروس كورونا. ففي فرنسا مثلا حيث فتحت المدارس أبوابها، أقرت إجراءات صحية لاتباعها حتى تكون العودة أقرب أكثر ما يمكن للظروف العادية، بينما لا يخفي الأولياء قلقهم بشأن عودة أطفالهم، خاصة وأن عدد الإصابات بالفيروس الذي ما زلنا نجهل عنه الكثير أخذ في الارتفاع في نهاية الصيف، والأطفال يحتفظون بنصيبهم من الغموض والتساؤلات أيضا، خاصة إذا ما لاحظنا أن عدد الإصابات قليل في صفوهم.هل أن الأطفال أقل تعرضا للعدوى من الكهول؟ عندما ظهر الوباء في البداية، بدا الأطفال بشكل غريب أنهم في منأى عن الفيروس الذي انتشر من الصين، ومع تفشي الوباء ظهرت إصابات في صفوف عدد من الأطفال، ولكن الإصابات في صفوف من هم أقل من عشر سنوات بقيت ضئيلة، وبعث ذلك الاعتقاد بأن الأطفال أقل عرض للإصابة بالفيروس. ويؤكد تقرير للصحة العمومية في فرنسا صدر حديثا هذه الفرضية، وهي أن أقل من 5 في المائة من مجموع حالات كوفيد-19 المبلغ عنها في الاتحاد الأوروبي والفضاء الاقتصادي الأوروبي والمملكة المتحدة، يتعلق بالأشخاص البالغة أعمارهم 18 سنة وأقل من ذلك. ولا يعرف العلماء لماذا يبدو الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس من الكهول. ويفترض البعض أنه توجد حصانة مزدوجة بين فيروس كورونا الجديد والانواع الاخرى من فيروس كورونا، التي لا تسبب سوى نزلة برد خفيفة. وبما أن الأطفال يصابون بنزلات البرد أكثر من الكهول، فإنه يعتقد أن أجساما مضادة لكوفيد-19 تطورت لديهم. وتجري الآن دراسات في عديد الدول للبحث في ديناميكية العدوى وإنتاج الأجسام المضادة عند الأطفال.معلمة تراقب تلميذا وهو يغسل يديه في مدرسة خارج باريس / 2020/09/01جيفري شيفر/أ بهل لكوفيد-19 التأثيرات نفسها في الأطفال مثل الكهول؟ هناك عامل آخر يفسر نسب الإصابات الضعيفة بكوفيد-19 لدى الأطفال، الذين لديهم غالبا أشكال خفيفة من الأمراض ولا تبد عليهم الأعراض، لذلك نادرا ما يتم تشخيص العدوى لديهم أو يتم تعدادهم. وفي دراسة أعدت بين آذار/مارس وتموز/يوليو الماضي تأكدت هذه النتيجة، وظهر أن نسبة دخول الأطفال إلى المستشفيات كان أقل 20 مرة من الكهول. وعندما تظهر أعراض لدى الأطفال فإنها تكون مشابهة لحالة الإصابة الخفيفة لدى الكول، وهي تتمثل في الحمى والسعال وسيلان الأنف وفقدان لحاستي الشم والتذوق في بعض الأحيان. والعدد القليل من الأطفال الذين تطور لديهم مرض كوفيد-19، كانوا يشكون أصلا من عوامل خطيرة مثل المرض الالتهابي لدى الأطفال.هل يتسبب الأطفال أكثر من غيرهم في العدوى للغير؟ هذا السؤال يقسم العلماء، فإذا كنا نعلم أن الأطفال لا تبدو عليهم الأعراض، فإن تسببهم في العدوى لا يلقى إجماعا. ويعلل البعض مواقفهم بأن الأطفال الذين تبدو عليهم الأعراض يتسببون في العدوى أكثر من الكهول، لأن الأحدث سنا يصعب عليهم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي. وكانت دراسة أظهرت الأسبوع الماضي أن الأطفال يمكن أن يتسببوا في العدوى لمدة ثلاثة أسابيع، حتى ولو لم تبد عليهم الأعراض. والمعلومة الأكيدة هي أن الأطفال يفرزون في حال ظهرت عليهم الأعراض المقادير نفسها من الفيروسات الموجودة لدى الكهول، بحسب تقرير فرنسي. وفي الواقع فإن الأطفال لا ينقلون العدوى إلى ذويهم، إذ أن عديد الدراسات أظهرت أن الكهول في الأغلب هم من يتسببون في العدوى للأطفال، وأن انتقال العدوى من طفل إلى كهل أمر نادر جدا. كذلك أظهرت دراسة لمعهد باستور أجريت في حزيران/يونيو الماضي، أن التلاميذ الحاملين للفيروس قبيل إغلاق المدارس أبوابها في آذار/ مارس الماضي، لم ينقلوا العدوى أبدا، لا إلى زملائهم ولا إلى المدرسين ولا إلى بقية الموظفين في المؤسسات التربوية. لذلك يتوجب على المدرسين والموظفين في المدارس الأساسية والإعدادية والثانوية أن يكونوا حذيرين، وأن يحترموا إجراءات التباعد الاجتماعي، لأنهم أكثر احتمالا لنقل العدوى إلى الأطفال.هل نتوقع زيادة لعدد الإصابات مع انطلاق العودة المدرسية؟ لا تعد المؤسسات المدرسية أكثر خطورة من باقي الأماكن التي يتجمع فيه عدد كبير من الناس، مثل المؤسسات والمراكز التجارية. ولئن يتم احترام التباعد الجسدي والإجراءات الصحية، فإنه من غير المرجح أن تمثل المدارس بيئة أكثر ملاءمة لانتشار الفيروس من الأماكن المهنية والترفيهية، التي توجد فيها كثافة مماثلة للأشخاص. إن العودة المدرسية يمكن أن تزيد من عدد حالات العدوى، ولكن السلطات الفرنسية من جانبها تقول إنها قادرة على التعامل مع الوضع، مؤكدة أن العودة المدرسية أمر أساسي بالنسبة للأطفال والمراهقين. شاهد: الطلاب يعودون إلى المدارس في برلين وسط مخاوف من حدوث موجة ثانية لكوروناشاهد: عودة الطلاب إلى المدارس في ألمانيا مع ضرورة احترام بعض القيود الصحية
مشاركة :