فيروز وماكرون..ابتسامة ووسام.. شعاع أمل وسط ركام بيروت

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سهر صحافيون وعدسات مصورين أمام منزل ‭‭)‬‬جارة القمر‭‭(‬‬ الفنانة اللبنانية فيروز في محاولة لاختراق شرفاتها وجدران منزلها أملا بالتقاط مشهد يجمعها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دون جدوى. وظل هذا اللقاء محاطا بهالة من السرية إلى أن نشرت الصفحة الرسمية الخاصة بفيروز على منصة فيسبوك صورا عن اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة. ظهرت فيروز في الصور بإطلالة بسيطة تعكس طبيعتها وابتسامة خجولة وبجوارها ماكرون في منزلها الواقع في منطقة الرابية في إنطلياس جبل لبنان. والتزاما بقواعد واجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وضعت الفنانة اللبنانية قناعا شفافا لم يستطع أن يحجب ابتسامتها المحببة لقلوب عشاقها. وارتدت فيروز عباءة سوداء مطرزة وغطت مقدمة رأسها بمنديل أسود تراثي، وبدت سعيدة بعد أن قلدها ماكرون وسام جوقة الشرف وهو أرفع وسام في فرنسا. وأظهرت ثلاث صور فوتوغرافية منزل فيروز الذي يزدان بصور عائلتها وزوجها الراحل عاصي الرحباني وأيقونات أثرية ودينية لقديسين على الجدران ولوحات إحداها يصور وجوها متعددة لفيروز بريشة ‏الفنانة الكرواتية جوستينا سيسي توماسيو سرسق تعود لعام 1980 . وبقدر ما كان اللقاء بعيدا عن أعين الإعلام بدا أقرب إلى تظاهرة إعلامية احتشدت أمام منزل فيروز في الرابية سعيا لالتقاط صورة أو خبر عنه. واكتفى ماكرون لدى انتهاء اللقاء بالحديث لقناة الجديد عن مشاعره تجاه الفنانة اللبنانية قائلا إن فيروز “جميلة وقوية للغاية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي.. عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا”. وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها (لبيروت) وهي الأغنية التي كانت تبثها أغلب القنوات اللبنانية المحلية أثناء عرض صور الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب والذي أودى بحياة 190 شخصا على الأقل ودمر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية. اختار ماكرون أن يكون بيت فيروز المحطة الأولى من زيارته الثانية للبنان خلال أقل من شهر بعيدا عن ثلة سياسية متناحرة على كل شيء ليتناول القهوة مع رمز وطني يلتقي على اسمه اللبنانيون ولا يتفرقون.. مع فيروز. وعلى مدى تاريخها الحافل، نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998. وأظهرت مشاهد بثتها شاشات التلفزيون المحلية مرافقين لماكرون يحملون لوحة مغطاة باللون الأزرق قدمتها فيروز هدية لضيفها الفرنسي. وتربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت في عام 1975 عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج (سبيسيال ماتيو) الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو وقدمت هناك أغنية (حبيتك بالصيف). وطُرحت هذه الأغنية قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لا يزال فيها مشهورا بلقب (سويسرا الشرق الأوسط)، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة. واتخذت العلاقة بين فرنسا وفيروز شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلا ضخما في الأولمبيا بباريس عام 1979 وغنت (باريس يا زهرة الحرية). ونادرا ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد. وصباح اليوم احتفل ماكرون بذكرى مرور مئة عام على تأسيس دولة لبنان بزرع شجرة أَرز، رمز البلد الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة. كما قدم فريق العروض بالقوات الجوية الفرنسية عرضا في سماء لبنان بألوان العلم اللبناني. ودور الرئيس الفرنسي محوري في الجهود الدولية الرامية لحث زعماء لبنان على مكافحة الفساد واتخاذ المزيد من الخطوات لإصلاح بلدهم.

مشاركة :