زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن، وهي محل جدل وطني عاصف حول العنصرية والأمن العام، رغم معارضة قادة محليين لزيارته واتهام خصمه الديمقراطي جو بايدن له ب«تأجيج» الاضطرابات العرقية والاجتماعية، وتسميم القيم الأمريكية، في وقت أعلن فيه مقتل رجل أسود على يد الشرطة في لوس أنجلوس، واعتقال 19 رجلاً في احتجاجات بورتلاند.وجاءت زيارة ترامب للولاية المحورية في حملته للانتخابات المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد ساعات من مقتل رجل أسود على يد الشرطة في لوس أنجلوس، وإعلان شرطة بورتلاند عن اعتقال 19 شخصاً خلال احتجاجات تضرب المدينة.ويأمل ترامب بتحويل الانتخابات إلى خطاب سياسي حول شعار «القانون والنظام» الذي يتبناه. ووجد ترامب ضالته في مدينة كينوشا التي تشهد موجة احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة، بعدما أطلق شرطي النار على جايكوب بليك سبع مرات في ظهره أمام أبنائه.أوضح ترامب أنه لن يلتقي عائلة بليك، وقرر الاجتماع مع قوات إنفاذ القانون ومعاينة الدمار الناجم عن الاحتجاجات، مكرساً رسالته بأنّ المحتجين مجرمين بمعظمهم وأن الشرطة تحتاج إلى دعم أكبر.وقال خلال مؤتمر صحفي: «علينا أن نعيد الكرامة والاحترام إلى شرطيينا..هناك أحياناً شرطيون سيئون لكنهم أحياناً أخرى يتخذون قرارات سيئة فحسب»، في تصريحات بدت وكأنها تبرر تجاوزات الشرطة. ورغم الوضع المتفجر في المدينة التي تضربها الاحتجاجات، أوضح ترامب أنه يأتي إليها، مع أولوية تتلخص في مواجهة ما وصفه مراراً ب «الفوضى» في المدن التي يقودها الديمقراطيون.وقال ترامب إنه سيذهب «لرؤية الأشخاص الذين قاموا بعمل جيد من أجلي»، في إشارة إلى وحدات إنفاذ القانون التي قمعت الاحتجاجات العنيفة.ورفض أيضاً إدانة الوجود المتزايد للحراس والميلشيات المسلحة في الشوارع، واصفاً عمليات القتل المزعومة بأنها «موقف مثير للاهتمام». وبلغت التوترات في كينوشا ذروتها، بعد مقتل شخصين وجرح ثالث بإطلاق نار. واتُهم فيها شاب يبلغ 17 عاماً يدعى كايلي ريتنهاوس بإطلاق النار. ويرى الديمقراطيون في كينوشا رمزً للعنصرية المؤسسية التي تؤدي إلى مواجهات قاتلة بين الضباط والمشتبه بهم السود.ويتقاذف بايدن وترامب المسؤولية مع اقتراب الانتخابات. وقال بايدن، أمس الأول خلال تجمع في بيتسبورج، إن ترامب «يعتقد أن إطلاق كلمتي قانون ونظام يجعله قوياً، لكن فشل في دعوة مناصريه إلى الكف عن التصرف كميليشيات مسلحة في البلاد». وتابع: «النيران تشتعل ولدينا رئيس يؤجج النيران عوضاً عن التصدي لها». واتهم بايدن ترامب ب«حضور سام في بلادنا منذ أربعة أعوام»، متهماً إياه ب«تسميم» القيم الأمريكية.من جهته، طلب حاكم ولاية ويسكنسن توني إيفرز من ترامب عدم زيارة كينوشا، مشيراً إلى الخوف من التوترات المتزايدة. وقال عمدة كينوشا الديمقراطي جون أنتاراميان، إنه ليس الوقت المناسب لزيارة المدينة.
مشاركة :