وسط إجراءات مشددة للوقاية، وارتداء الكمامات لتفادي مخاطر الإصابة بفيروس «كورونا»، توجه، أمس (الثلاثاء)، نحو نصف مليون طالب عراقي إلى مدارسهم، لأداء امتحانات الثانوية العامة (البكالوريا) المؤهلة للالتحاق بالدراسة الجامعية. وتسبب الفيروس الفتاك بتأخر إجراء الامتحانات النهائية لنحو ثلاثة أشهر، حيث اعتاد طلبة العراق في السنوات والعقود السابقة أداء امتحانات «البكالوريا»، مطلع شهر يونيو (حزيران)، من كل عام.وأعلنت وزارة التربية، انطلاق الامتحانات العامة للمرحلة الإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي، وشهد اليوم الأول (أمس الثلاثاء) توجه نحو 482364 طالباً وطالبة موزعين على مختلف محافظات البلاد.وقال المكتب الإعلامي للوزارة، في بيان، إن «هناك 137130 طالباً للفرع الأدبي، و235100 طالب للفرع العلمي/ الإحيائي، وكذلك 110134 طالباً علمياً/ تطبيقياً، ضمن المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات كافة، قد شاركوا في الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية في اليوم الأول لها وسط إجراءات وقائية مشددة حفاظاً على سلامتهم من وباء (كورونا)، وستستمر لغاية 23 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي».وذكرت الوزارة، في بيانها، أن «الأسئلة الامتحانية اتسمت بالوضوح والدقة العلمية، وتمت مراعاة مختلف المستويات للطلاب، وشملت المحتوى المقرر والموضوعات المطلوبة بشكل متوازن، كما كانت صياغتها اللغوية واضحة ومناسبة للوقت المخصص».وصدرت دعوات في أوقات سابقة من جهات مختلفة، ضمنها برلمانية وحكومية، لمراعاة ظروف الطلبة، وعدم اعتماد الصيغ المعقدة والصعبة في وضع أسئلة الاختبارات.ومع مباشرة الطلبة في تأدية الامتحان التقليدي «البكلوريا» الذي درج عليه النظام التربوي في العراق، انطوت معه صفحة طويلة من النقاشات والجدالات حول الكيفية التي يتمكن خلالها طلبة الثانوية من العبور إلى التعليم الجامعي، حيث برزت قبل أسابيع مطالبات باعتماد نظام «المعدل التراكمي» بدلاً عن الامتحانات المباشرة، وخرجت أعداد كبيرة بتظاهرات لتطبيق هذا النظام، لكنها لم تثن وزارة التربية عن السياقات المعتمدة منذ عقود والتمسك بامتحان «البكالوريا».كان الموسم الدراسي (2019 - 2020) شهد تذبذباً واضحاً منذ انطلاقة في شهر سبتمبر (أيلول) 2019، نتيجة التوقفات التي نجمت عن الاحتجاجات الشعبية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، ثم توقف الطلبة عن الالتحاق بمقاعد الدراسة بعد تعطيل المدارس عقب انتشار فيروس «كورونا».وسمحت وزارة التربية، الأسبوع الماضي، للطلبة بتأجيل الامتحانات إلى الدور الثاني من دون أن يحرمهم ذلك من امتياز الامتحان في الدور الأول.وقالت الوزارة، في بيان، إن «الطالب المؤجل لا يُسمح لهُ بأداء أي امتحان لأي (مادة)، إذ يتم أداء امتحان المواد كافة في الدور الثاني، ويُعد دوراً أول لهم، وأن الفترة المسموح للطالب التأجيل بها هي خلال فترة الامتحانات».ولم تعلن وزارة التربية عن أعداد الطلبة الذي تقدموا فعلاً بطلبات لتأجيل الامتحانات إلى الدور الثاني، لكن مصادر تدريسية ترجح أن يكون العدد كبيراً، لأن الطلبة يرغبون بوقت إضافي لمواصلة التحضير للامتحان النهائي بهدف تحسين معدل الدرجات.
مشاركة :