استقبلت الفنانة اللبنانية فيروز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منزلها ببيروت مساء أمس الأول، وخلال اللقاء، الذي استمر ساعة وربع الساعة، منحها وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وأهدته هي بدورها لوحة فنية. ووصف ماكرون زيارته لفيروز بأنها «جميلة وقوية للغاية»، وقال «تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا». وعندما سُئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها «لبيروت» التي كانت تذيعها القنوات المحلية بينما كانت تعرض صوراً للانفجار وتبعاته. ونادراً ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام، وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز «حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي»، وهي أغنية طُرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهوراً بلقب «سويسرا الشرق الأوسط»، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة. وكان اللبنانيون يستمعون إلى أغنياتها على اختلاف دياناتهم وطوائفهم، حتى وإن كانوا يسفكون دماء بعضهم البعض في الشوارع. وقال ماكرون للصحفيين عقب وصوله إنه مع احتفال لبنان بمئويته فإن ثمة فرصة سانحة «للسعي وتعلم الدروس والتطلع إلى المستقبل». ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998 . وقال المغني اللبناني ملحم زين، إن لقاء ماكرون بفيروز سيكون رسالة مفادها أن «هذا هو لبنان الذي نريده». وكان أول ظهور لفيروز، التي ولدت باسم نُهاد حداد، على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي، وفي عام 1979، تضمنت أغنيتها «إلى باريس» كلمات تقول فيها «يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح». وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلاً غنائياً واحداً فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.
مشاركة :