اتفق عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بدأت في خوض حرب وجودية بعد انفجار مرفأ بيروت لتنتقل الحركة من أزمة عسكرية خانقة إلى أكبر أزمة سياسية تهدد كيانها واستمرارها على الساحة في لبنان. وقال الكاتب الأميركي، جيس روزنفيلد، في تحليل سياسي موسع عبر مجلة «ذا ناشين» الأميركية إن الحزب بمجرد انفجار مرفأ بيروت أصدر أوامر مشابهة لأوامر التعبئة العامة وحشد المقاتلين في كل اتجاه، لافتاً إلى أن الذعر كان محيطاً بكل عناصر الحزب وقياداته. ونقل الكاتب في تحليله عن قائد في «حزب الله» يدعى «أبو كريم» وآخر يدعى «أبو نعيم» في بيروت، وكلاهما يتحدث بأسماء مستعارة، أن الحزب ينتقل من أعماق أزمة عسكرية إلى أزمة سياسية طاحنة. ويقول أبو كريم: «في اللحظات الأولى للانفجار كنا نظن أننا نتعرض لهجوم من قبل إسرائيل، اعتقدنا أن هذا ما يحدث، وتم حشد كل القوات في الجنوب، وأُمر مشغلو نظام الصواريخ بالذهاب إلى مواقع صواريخهم وقيل لهم أن يكونوا مستعدين لإطلاق النار، وبعد أن تأكد الجميع بأن الانفجار وقع من داخل بيروت، وصف القائد الميداني حالة الارتياح بين الجميع»، مشدداً على أن الخوف له ما يبرره، وحرب أخرى مع إسرائيل ستدمر كل شيء. ويصف «أبو نعيم» حالة الفوضى والارتباك التي يعاني منها الحزب حالياً، وخاصة بعد الانفجار، لافتاً إلى أنه في دقيقة واحدة سمع أنه هجوم إسرائيلي، وفي اليوم التالي قيل لنا إنه ليس كذلك. كما قال إن هناك أرتباكا في قيادة الحزب وقلق شديد بين عناصره المنتشرين في البلاد. وقال أحمد موصلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت والمتخصص في الحركات السياسية للمجلة الأميركية «كل القوى السياسية تقود البلاد إلى هذه النقطة، هناك اقتناع كامل للبنانيين بأن حزب الله، بطريقة أو بأخرى، ساعد الطبقة الفاسدة من أجل الحفاظ على أسلحته واستمرار خطته في البلاد». ومع ذلك، يعترف القادة الميدانيون في «حزب الله» أبو كريم وأبو نعيم بأن أنصار «حزب الله» غاضبون في أعقاب الانفجار ويعتقدون عموما أن السبب هو الإهمال والفساد. واشنطن: بقاء الأمور على حالها غير مقبول دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إلى نزع سلاح ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، مؤكداً أن استمرار الأمور في لبنان على ما هي عليه الآن أمر غير مقبول. وقال بومبيو في مؤتمر صحفي: إن «الجميع ينزع سلاحه إلا حزب الله، وهذا هو التحدي»، مضيفاً «تشاورنا مع الفرنسيين بشأن لبنان ولدينا نفس الأهداف». وحث بومبيو نظراءه على الوقوف متحدين ضد تهديدات إيران للمنطقة، كما دعا إلى خفض التوتر في شرق المتوسط. وقال بومبيو: إن «الموقف يتغير بسرعة نتيجة لجهود الرئيس ترامب في بناء علاقات بين إسرائيل وجاراتها، مشيراً إلى أن رحلته في الشرق الأوسط كانت مثمرة.