واشنطن تنوه بالشراكة المثمرة مع الرباط | محمد ماموني العلوي | صحيفة العرب

  • 9/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – شدد كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ونظيره الأميركي مايك بومبيو في اجتماع لهما عبر تقنية الفيديو، على قوة “الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب”، لافتا بومبيو إلى ما تم تحقيقه في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس من تقدم في أجندة إصلاح جريئة وبعيدة المدى طوال العقدين الماضيين. ونوه بومبيو بالتحسن المطرد الذي تشهده العلاقات المغربية الأميركية، مبرزا أن البلدين عملا في السنوات الأخيرة على توسيع الشراكة الاستراتيجية من خلال اتفاقية التبادل الحر، وتعزيز التعاون الأمني، وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز التسامح والحريات الدينية. ولاحظ خبراء العلاقات الدولية سعي الولايات المتحدة لتعزيز التعاون مع المغرب في إطار الحرب على الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى توسيع مجال التجارة الحرة بين البلدين في سياق التنافس الدولي على التموقع داخل المغرب. وعلى المستوى الإقليمي ذكر المصدر ذاته أن وزير الخارجية الأميركي “شجع” الحكومة المغربية على مواصلة دعم الجهود التي تسيرها الأمم المتحدة لحل النزاع في ليبيا، وإنهاء آثاره المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. وفي إطار الأدوار التي تلعبها المملكة في الملف الليبي استقبل ناصر بوريطة في العاصمة الرباط الأميركية ستيفاني وليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، خلال الأسبوع الماضي. وقد أعرب المغرب أن المشكلة الأساسية في الأزمة الليبية تبقى سياسية. والحل حسب الرباط يجب أن يكون سياسيا عبر فترة انتقالية تتلوها انتخابات لحسم مسألة الشرعية، وتحت مظلة الأمم المتحدة، وشدد المسؤولون المغاربة على أنه تم الاشتغال في السابق في إطار الاتفاق السياسي بالصخيرات مع الأمم المتحدة. وأوردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أن الاجتماع ناقش فرص تطوير التعاون الثنائي لخلق منطقة أكثر أمنا وازدهارا، كما شكر الوزير الأميركي نظيره المغربي على قيادة الرباط لجهود الصحة العامة في أفريقيا، خصوصا في ما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا. ويعتبر المغرب بوابة ذات أهمية استراتيجية على أفريقيا تعتمد واشنطن على سياساته تماشيا مع قناعة المملكة بنجاعة المقاربة التنموية والدبلوماسية في معالجة العديد من الأزمات التي تعرفها القارة الأفريقية أمنيا وصحيا. تنويه بجهود المغرب في مواجهة الإرهاب تنويه بجهود المغرب في مواجهة الإرهاب ويرى مراقبون أن المغرب يظل شريكا موثوقا لواشنطن في العديد من القضايا الأمنية، كما يؤكد ذلك التعاون العسكري الوثيق بين البلدين من خلال الصفقات التسليحية والتمرينات العسكرية المشتركة وبرامج التدريب. وفي هذا الصدد تقول سارة فوير الباحثة في معهد واشنطن إن ’’المصالح المتداخلة بين واشنطن والرباط التي لا تعد ولا تحصى، تتطلب تعزيز الاتصالات عالية المستوى، خصوصا مع توجه السياسة الخارجية للمغرب في عهد الملك محمد السادس إلى تعزيز وتسهيل الاستقرار الإقليمي”، مشددة على أن “الرباط أثبتت أنها حليفا موثوقا به في منطقة لا يمكن التنبؤ بها بشكل متزايد”. ويعد المغرب حاليا، البلد الأفريقي الوحيد الذي يجمعه اتفاق تبادل حر مع الولايات المتحدة، والذي مكن منذ دخوله حيز التطبيق سنة 2006 من زيادة حجم الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة بأكثر من الضعف ورفع حجم المبادلات الثنائية بخمسة أضعاف. ومن خلال هذا الإطار المتين للتعاون، عمل البلدان على امتداد سنة 2019، بشكل حثيث ووفق مقاربة ترتكز على التشاور الدائم، على توطيد التعاون القائم على المصالح المشتركة وتحقيق التنمية والحفاظ على السلم والأمن ومواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل. وبالنسبة للجانب الأمني، أبرزت واشنطن مساهمة المملكة، التي تضطلع بدور رائد في المجال الأمني على الصعيد الأفريقي، مشيرة إلى أن المغرب يعد، بفضل قيادة الملك محمد السادس، فاعلا رئيسيا في مواجهة الإرهاب. وفي هذا السياق، نوه بومبيو بالجهود المغربية في مواجهة الإرهاب والدور الذي تلعبه الرباط في منع التطرف العنيف، كما أشاد بالشراكة المغربية في الحفاظ على التراث الثقافي للأقليات الدينية والحوار بين الأديان والتسامح الديني. وتعد الاتفاقية الأولى من نوعها مع بلد أفريقي، وتسعى إلى تعزيز تواجد القنصليات المغربية والأميركية بشكل متبادل، وتسهيل عملها، في وقت تعمل فيه واشنطن على تشييد قنصلية جديدة لها في مدينة الدار البيضاء، وفي هذا الإطار أكد الجانب الأميركي على العمل مع المغرب من أجل الاستفادة على أكمل وجه من إمكانات جميع مواطني البلدين لضمان أمنهم ورفاهيتهم.

مشاركة :