بكين - تقوم شركة هواوي الصينية بتحويل استثماراتها في الولايات المتحدة إلى روسيا بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على عملاق التكنولوجيا الصيني. وقال مؤسس هواوي رين تشنغفي “بعد أن أدرجتنا الولايات المتحدة في قائمة المنظمات التي تهدد أمنها القومي، نقلنا استثماراتنا إلى روسيا، ووسعنا فريق العلماء الروس، وقمنا برفع رواتب المواهب الروسية”، بحسب صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية. وفرضت واشنطن مؤخراً قيودا على العديد من الشركات الصينية، بما في ذلك شركة هواوي العملاقة للتكنولوجيا، بسبب صلاتها المزعومة بالحزب الشيوعي الصيني. من جهتها، بدأت هواوي مباشرة العمل في تكنولوجيا الجيل الخامس من الهواتف المحمولة 5 جي في روسيا العام الماضي بعد أن بدأت أولى عملياتها عام 2012 في البلاد. وبدأت هواوي بالعمل في روسيا بعد توقيع اتفاق بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لعام 2019. كما انتقدت روسيا اعتقال كندا المدير المالي لشركة هواوي منغ وانتذو، بإيعاز من الولايات المتحدة في ديسمبر 2018. رين تشنغفي: وسعنا فريق العلماء الروس، ورفعنا رواتب المواهب رين تشنغفي: وسعنا فريق العلماء الروس، ورفعنا رواتب المواهب ووصفت موسكو ذلك بأنه “مثال على مد نفوذ الولاية القضائية الوطنية من قبل الولايات المتحدة”. كما ذكرت هواوي، الإثنين، أنها أنهت رعاية فريق “كانبيرا رايدرز” للرغبي الأسترالي في الدوري المحترف. واتخذت القرار بعد أن زعمت هواوي حظرا “تمييزيا” من قبل كانبيرا على هواوي 5 جي. وقد تراجعت العلاقات بين الصين وأستراليا بعد انضمام الأخيرة إلى حلفائها الغربيين بقيادة الولايات المتحدة سعيا لتحقيق في أصول كورونا. وأفادت هواوي بأنها تواجه “بيئة أعمال معادية مستمرة هناك”. وقالت هواوي أستراليا، في بيان، “تأسف هواوي أستراليا للإعلان عن أن الموسم الحالي لدوري الرغبي الوطني لعام 2020 .. سيكون عامنا الأخير كراع رئيسي لفريق كانبيرا رايدرز بعد ما يقرب من عقد من الزمن معًا”. كما حظرت أستراليا على هواوي المشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس في البلاد. واعتبرت هواوي أن بيئة الأعمال السلبية المستمرة لها تأثير أكبر من المتوقع على تدفق إيراداتنا المخطط لها، وبالتالي سيتعين علينا إنهاء رعايتنا الرئيسية للفريق نهاية موسم 2020. وكثفت الصين خلال الأعوام الأخيرة من تحركاتها بهدف توطيد علاقاتها مع روسيا وتعزيز الشراكة الاقتصادية في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين واحتدام الحرب التجارية بين البلدين. وتتشكل قناعة لدى معظم المراقبين بأن الحكومة الصينية تقف عائقا أمام صعود البلاد لكي تصبح ذات قوة تكنولوجية جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة التي ضيقت الخناق بشكل كبير على الشركات الصينية وسط تزايد الاحتمالات من أن تقدم إدارة الرئيس دونالد ترامب على فرض المزيد من الحظر على تلك “الكيانات غير المرغوب فيها”. وتجمع التقارير العالمية على أن الحرب التكنولوجية على شركات تيك توك ووي تشات وهواوي تختزل المناوشات التجارية الأميركية مع بكين والانتقادات الأوروبية للحكومة الشيوعية، إضافة إلى موجة قلق عالمي من هيمنة الصين على صناعة معدّات وأجهزة الاتصالات وتقدّمها المتسارع على جبهة الذكاء الاصطناعي.
مشاركة :