كشفت تقديرات جديدة مأخوذة أن هناك حاجة إلى أكثر من ضعف فترة الركود للوصول إلى قاع أعمق كهف مياه عذبة معروف على الأرض، في جمهورية التشيك. وباستخدام المسوحات الجيوفيزيائية الحديثة لهذا الكهف الوطني، المعروف باسم Hranice Abyss، تتبع العلماء النظام الرائع للكهوف الشبيهة بالخنادق على بعد كيلومتر واحد تقريبا (أكثر من نصف ميل). وتستند النتائج إلى أنواع عديدة من البيانات الجيوفيزيائية، بما في ذلك القياسات باستخدام مقياس الجاذبية، بالإضافة إلى فحص التوصيل الكهربائي والمجالات المغناطيسية الأرضية الطبيعية في باطن الأرض. ويمكن لهذا العمل أن يخبر العلماء بالمواقع العامة للصخور والمعادن والكهوف والوديان، التي تقع أدناه. وعلى الرغم من أنها ليست أداة رسم خرائط مثالية، إلا أنها تشير إلى أن Hranice Abyss يمتد بشكل أعمق بكثير من التقديرات الأخرى. ويُعرف أن أعمق أنظمة الكهوف التي غمرتها المياه في العالم، صعبة وخطيرة للدراسة مباشرة، وحتى بمساعدة المركبات التي يتم تشغيلها عن بُعد، فإن مدى الوصول محدود. وأظهرت الأبحاث أن العديد من هذه الكهوف تحتوي على مياه معتدلة، مع عناصر حمضية تنشأ من مصدر عميق. وعلى سبيل المثال، عُثر على المياه الحرارية في Hranice Abyss في دراسة عام 2019، وتحتوي فقط على خمسة إلى 10% من "المياه الحديثة". ودفع هذا الكثيرين إلى افتراض أن هذه الكهوف تشكلت من أسفل إلى أعلى، حيث يأكل اللب الداخلي الحمضي لكوكبنا ببطء صخور الحجر الجيري أعلاه. ولكن هذه الفكرة، المعروفة باسم التكوين الناجم عن التكاثر، لا تأخذ في الاعتبار الجيولوجيا أو النشاط التكتوني لكل منطقة، وإمكانية تشكيل الكهوف من أعلى إلى أسفل أيضا. وتحت Hranice Abyss، وجد معدو البحث الجديد دليلا على وجود شبكة واسعة النطاق من الهياكل تحت الأرض، المصنوعة من الصخور القابلة للذوبان، والمعروفة باسم النظام الكارستي للجيولوجيين. وتمتلئ بعض هذه الكهوف الموجودة تحت الأرض بالمياه العذبة، والبعض الآخر بالرواسب، ولكن إعادة التقييم تشير إلى أنها نشأت عن طريق التعرية من أعلى إلى أسفل - على الأقل في البداية. وفي منتصف العصر الميوسيني، يعتقد المعدون أن المياه كانت تتدفق على الأرجح من الجبال إلى الحوض، الذي حفر تدريجيا الكهوف في الحجر الجيري من خلال التعرية. ويدعم نظام الصرف السابق، المتصل بالهاوية، هذه النظرية. ويقترح الباحثون أن "الترسب اللاحق للرواسب (عن طريق ارتفاع مستوى سطح البحر)، وحشو هذه الأخاديد، تسبب في انسداد تدفقات الينابيع وإغراق أنظمة الكهوف بالمياه العذبة". ويعتقد الفريق أنه فقط بعد أن تتسرب المياه الحمضية من الأسفل، تصل نظائر الأرض العميقة إلى السطح حتى نجدها لاحقا. وإذا كانت قصة الأصل صحيحة، فقد نحتاج إلى إعادة تقييم الكهوف العميقة الأخرى التي غمرتها المياه في إيطاليا وجنوب إفريقيا والبرازيل، والتي افترضنا أنها تشكلت من الأسفل إلى الأعلى. ومع ذلك، يعترف فريق البحث أنه من المحتمل جدا أن يكون التآكل من أعلى إلى أسفل، يخفي بطريقة ما النحت السابق من أسفل إلى أعلى، ما يجعله يبدو كما لو أن الكهف تشكّل من الأعلى. وقال عالم الجيولوجيا، فرانشيسكو ساورو، من جامعة بولونيا، والذي لم يشارك في الدراسة، لـ Science، إن الأمر يستحق إعادة فحص المواقع الأخرى في ضوء هذه التقديرات الجديدة "المثيرة للإعجاب". ونُشرت الدراسة في مجلة Geophysical Research: Earth Surface. المصدر: ساينس ألرتتابعوا RT على
مشاركة :