أنهت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" ممثلة في مركز تحلية وإعادة استخدام المياه، مشروع تطوير تقنية ذكية لرصد التلوث في محطات تحلية المياه وإيجاد حلول مبتكرة لمراقبة وضبط العمليات في أنظمة هذه المحطات؛ وذلك بتوظيف الخبرات الواسعة في مجال العلوم البيولوجية والمياه. وتتمثل بداية هذا المشروع البحثي الذي تم تطبيقه في تحلية المياه في وضع الحلول لرصد التلوث البكتيري في شبكات أنابيب المياه؛ وذلك عبر شركة كوالسينس "QualSens" الناشئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"؛ مما يعزز خبرات الجامعة وكفاءة مراكزها البحثية في مجالات التقنية الحيوية، والأحياء الدقيقة. ويركز المشروع على خفض التكاليف لمشغلي محطات تحلية المياه؛ حيث يجمع هذا الجهاز طرقاً مختلفة للاستشعار الذكي، الذي يسمح باكتشاف وتحديد نوع التلوث البكتيري في النظام، وبالتالي مساعدة مشغلي محطة التحلية على التخفيف منه؛ مما يقلل من استهلاك الطاقة اللازمة لإنتاج مياه الشرب. وجاء إطلاق هذا المشروع لما تعانيه أنظمة تحلية المياه من مشكلة تكرر تكوّن التلوث البكتيري وتجمع مكوناته داخل أنابيب تحلية المياه، خصوصاً في الوحدات التي ترشح مياه البحر، وتحولها إلى مياه عذبة ونظيفة صالحة للشرب؛ حيث توفر لدى المشروع تطوير نظام استشعار غير مكلف، يعتمد على حقن جزيء سريع ينبعث منه الضوء داخل الأنابيب، يمكنه اكتشاف التلوث البكتيري وتحليل بياناته وتقديمها للمشغلين وتنبيههم بضرورة تنظيف هذه الأنابيب. ومكنت المرافق الموجودة في "كاوست" وما تحتويه من مختبرات أساسية وتقنيات حديثة وخبرات وعقول متميزة، من نجاح المشروع تقنيًّا وتجاريًّا وصناعيًّا؛ مما يحافظ على مكانة الجامعة في تبنّي أفكار الشركات الناشئة وتحويلها إلى مشروعات ناجحة تسهم في دفع عجلة التنمية؛ تمشّيًا مع رؤية المملكة 2030.
مشاركة :