أكد أرمان ايساجالييف سفير كازاخستان بالقاهرة متانة وعمق علاقات الصداقة المصرية - الكازاخية في المجالات كافة؛ سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا وسياحيا، موضحا أن الفترة الماضية شهدت تراجعا في حركة التبادلات بين البلدين بسبب أزمة فيروس كورونا، إلا أن عودة الاوضاع إلى طبيعتها سوف تشهد استعادة قوية لهذه العلاقات مرة أخرى في مختلف المجالات.جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، اليوم الخميس، في الندوة التي أقيمت تحت عنوان (كازاخستان ومنع التجارب النووية :مبادرات عالمية ورؤية مستقبلية)، نظمتها سفارة كازاخستان بالقاهرة بالتعاون مع مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية .وأضاف أن كازاخستان تنظر إلى مِصر باعتبارها شريكًا بنّاءً وموثوقًا به فى الشرق الأوسط والعالمين العربى والإسلامي؛ ولقد استطعنا خلال السنوات الأخيرة الارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى مستوى أعلى، وفتحنا آفاق جديدة فى سبيل تطوير علاقاتنا الثنائية، مؤكدا أن مصر اليوم تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دولة مُتطلِعة إلى المُستقبل وتسير بشجاعة على طريق التنمية المستدامة وأن كازاخستان -حكومة وشعبًا- تتمنى لمصر النجاح في تحقيق طموحاتها كافة، وتحقيق المستقبل المشرق.وأفاد بأن ندوة اليوم تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية اليوم العالمى لمناهضة التجارب النووية الذى جرى الإعلان عنه في الأمم المتحدة بمبادرة من كازاخستان التى عانى شعبها أشد المعاناة، حيث جرى اختبار 616 قنبلة نووية فوق رؤوسنا و مات الآلاف من المواطنين الأبرياء، ويعاني الكثيرون من آثارها حتى الآن، حيث تولد الأطفال مرضى بالسرطان وبعاهات دائمة خاصة في المناطق القريبة من مواقع التجارب، فضلا عن أن الأراضي الزراعية في تلك المناطق لا تزال غير صالحة للاستخدام.وقال إن بلاده تدرك أكثر من أى بلد آخر مدى خطورة مثل هذه التجارب والاسلحة، كونها كانت مركزا لبرامج الأسلحة النووية والبيولوجية فى الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت تمتلك رابع أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي تتجاوز الترسانة النووية لبريطانيا وفرنسا والصين مجتمعة، مشيدا بالقرار الشجاع الذي اتخذه زعيم كازاخستان الرئيس الاول نورسلطان نزاربايف بتدمير تلك الأسلحة المروعة، وجعل كازاخستان قوة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.كما جرى إغلاق أكبر موقع اختبار للأسلحة النووية في العالم في مدينة سيميبالاتينسك في 29 اغسطس عام 1991، لتعلن الأمم المتحدة تاريخ هذا الإغلاق يوما عالميا لمكافحة التجارب النووية والذي يتحفل به اليوم.وأوضح أن كازاخستان شاركت - بفعالية - في الجهود الدولية والاقليمية الرامية إلى منع الانتشار ونزع السلاح النووى عبر تقديمها عديد المبادرات في هذا الخصوص، من أبرزها: اقترح نزارباييف وضع معاهدة عالمية بشأن عدم الانتشار، وكذلك معاهدة عالمية للحظر الكامل للأسلحة النووية، وإصدار إعلان عالمي لعالم خال من الأسلحة النووية.كما اقترح نزارباييف جعل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية متلائمة مع الواقع الدولى الحالى وإضفاء الشرعية على الشكل الجديد لـ "النادي النووي" وتوسيع عضويته ليشمل الدول النووية بالفعل بالإضافة إلى ذلك طالب بضرورة وضع خطة تحت رعاية الأمم المتحدة للخفض الشامل لمخزون الأسلحة الاستراتيجية الهجومية بمشاركة جميع الدول النووية دون استثناء.وأشار إلى أنه جرى بالفعل اعتماد نص معاهدة منع الانتشار النووى فى السابع من يوليو 2017 في ختام أعمال المؤتمر الخاص بوضع الآلية الملزمة قانونا لحظر الأسلحة النووية تمهيدا للقضاء التام عليه بمشاركة كازاخستان فى كل جلسات المؤتمر، باعتبارها دولة قائدة وواضعة لهذه الاتفاقية ثم قيام المندوب الدائم لكازاخستان لدى الأمم المتحدة في مارس 2018 بالتوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية وبعدها وقع الرئيس الكازاخي قاسم-جومارت توقايف في يوليو 2019 علي القانون الخاص "بالتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية".وأضاف أن بلاده أنشأت البنك الدولى لليورانيوم منخفض التخصيب على أراضيها وتحت الاشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية مشيرا إلى اقترح نزارباييف تنفيذ مشروعا دوليا تحت مسمي (أتوم) بهدف تسهيل بدء نفاذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيث يمكن لأي شخص في العالم تقديم التماس عبر الإنترنت لكل حكومات العالم للتخلي بشكل دائم عن التجارب النووية وإدخال معاهدة حظر الانتشار النووى حيذ التنفيذ فى أقرب وقت.ولفت إلى أن جهود كازاخستان لم تقتصر على المستوى الدولى فحسب، بل برزت جهودها إقليميا في مبادرتها المتميزة عام 2006، حيث جرى التوقيع على معاهدة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى، وتعد تلك المعاهدة هي الخامسة من نوعها على مستوى العالم، مؤكدا أن بلاده تؤيد وتدعم بكل إخلاص جهود مصر من أجل إقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الأوسط وتعمل علي الترويج لهذه المبادرة علي المنصات الدولية والاقليمية .
مشاركة :