حثت مسؤولة بالأمم المتحدة في ليبيا يوم الأربعاء مجلس الأمن الدولي على الضغط من أجل وقف التوترات في ليبيا فورا والعودة إلى المفاوضات، عقب دعوة القادة السياسيين المتنافسين لوقف إطلاق النار في 21 أغسطس. وقالت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للشؤون السياسية ستيفاني وليامز لأعضاء المجلس عبر الفيديو "إن ليبيا تمر بمنعطف حرج، لكنني مضطرة إلى النطق بهذه الكلمات مرة أخرى". وأضافت أن "ليبيا تمر بالفعل بنقطة تحول حاسمة. دعمكم- ليس فقط بالكلمات، ولكن الأهم بالأفعال- سيساعد في تحديد ما إذا كانت البلاد ستنزلق إلى أعماق جديدة من الانقسام والفوضى أو تتقدم نحو مستقبل أكثر ازدهارا". واستعرضت ويليامز آخر التطورات في الوضع منذ أن أطلع الأمين العام أنطونيو غوتيريش المجلس بشأن ليبيا في أوائل يوليو، قائلة إن المواجهة المضطربة تستمر حول سرت، مما يعرض حياة سكان المدينة البالغ عددهم 130 ألف شخص للخطر، فضلا عن البنية التحتية النفطية الحيوية للبلاد والتي تشكل شريان الحياة الاقتصادي. وقالت إنه في حين ظلت الخطوط الأمامية هادئة نسبيا منذ يونيو، تواصل القوات المسلحة العربية الليبية والقوات الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني الاستفادة من المساعدة المؤسفة للجهات الراعية الأجنبية في تخزين الأسلحة والمعدات المتطورة في خرق للحظر الأمي المفروض على توريد الأسلحة. وأشارت إلى أن "البعثة تواصل تلقي تقارير عن وجود واسع النطاق للمرتزقة والأجانب، مما يزيد من تعقيد الديناميكيات المحلية وفرص التوصل إلى تسوية في المستقبل"، مضيفة أن التقارير عن تنفيذ هجمات وشيكة-- والتي تنشر غالبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي-- "تؤدي إلى تفاقم معدل سوء تقدير". وقالت: "من الضروري أن تستخدم نفوذك لإقناع جميع الأطراف أن الوقت قد حان الآن لضبط النفس". وأضافت أنه إضافة إلى الشعور بعدم الاستقرار هناك تدهور في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تغذي الاضطرابات الشعبية، لا سيما في العاصمة طرابلس، وتهدد الهدوء الهش المطلوب لدفع المحادثات السياسية والأمنية إلى الأمام. وتابعت: "يبدو أن الزيادة في استخدام خطاب الكراهية والتحريض على العنف- والتي يتم تحريكها أحيانا من خلال وسائل الإعلام الأجنبية والجيوش الإلكترونية- مصممة لزيادة الانقسام بين الليبيين". في هذه الأثناء، يبدو أن جائحة كوفيد-19 تخرج عن نطاق السيطرة في ليبيا، حيث تضاعف عدد الحالات المؤكدة في الأسبوعين الماضيين مع 15156 حالة إصابة و250 حالة وفاة حتى يوم الثلاثاء. وقالت: "أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار الكامل بعد أكثر من تسعة أعوام من الصراع، وليس بإمكانها الاستجابة للثقل الإضافي الذي يضعه مرضى كوفيد-19 جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الخدمات الصحية العادية". وأضافت أنه بينما تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بتوفير الإمدادات الطبية وزيادة الوعي العام بفيروس كورونا الجديد، يتعين على السلطات الليبية "التعاون بشفافية" في معركة مشتركة للسيطرة على تفشي المرض. وفي حديثها عن التحديات الإنسانية، أعربت وليامز عن قلقها إزاء "مواصلة المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء محاولة عبور البحر المتوسط مما يعرّض حياتهم لخطر شديد"، مشيرة إلى وفاة 45 شخصا في 18 أغسطس إثر غرق قاربهم قبالة الساحل الشرقي لليبيا. مع أكثر من 7000 مهاجر ولاجئ حاولوا العبور هذا العام ومقتل أكثر من 300 أثناء القيام بذلك، قالت ويليامز إن الدول الأوروبية يجب أن تنظر في "آلية إنزال أكثر إنسانية وقابلة للتنبؤ بها" بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية والتزامات البحث والإنقاذ. وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للإنزال من السفن، مشيرة إلى أن ما يقرب من 2400 مهاجر ولاجئ موجودون في مراكز احتجاز رسمية في ليبيا حيث تُنتهك حقوقهم الإنسانية بشكل روتيني.
مشاركة :