قصفت المدفعية التركية أمس مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق غداة غارات نفذها الطيران التركي، على مواقع متمردي الحزب بالعراق، فضلا عن استهداف تنظيم داعش في سورية. وقالت تقارير إن التحرك التركي جاء في أعقاب الاتفاق الذي تم بين أنقرة وواشنطن على استخدام التحالف الدولي لقاعدتي انجرلك وديار بكر العسكريتين لتنفيذ هجمات ضد تنظيم داعش في سورية ، مقابل إطلاق يد تركيا لاستهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق. وكان سلاح الجو التركي قد شن ليلة أول من أمس سلسلة غارات على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني بالعراق، فيما انطلق قصف المدفعية التركية فجر أمس، من مدينة دجلة في أقصى جنوب شرق تركيا واستهدف أهدافا واقعة قرب الحدود العراقية، حسب شهود عيان. وفي وقت لاحق، قالت مصادر أمنية تركية إن مقاتلات إف-16 تركية قصفت أهدافا للمسلحين الأكراد في هاكورك شمال العراق. في الغضون، قال الجيش التركي في بيان أمس إن مسلحين أكرادا قتلوا اثنين من جنوده وأصابوا أربعة آخرين في تفجير قنبلة مزروعة على طريق سريع في منطقة قرب مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية بجنوب شرق البلاد خلال الليل. وأضاف البيان أن المقاتلين المتشددين الأكراد فتحوا بعد ذلك النار على السيارة العسكرية بالرشاشات، فيما ذكرت وكالة أنباء دوجان أن ستة أشخاص على الأقل اعتقلوا للاشتباه بعلاقتهم بالحادث. وأدان نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش بريت مكجيرك ،على تويتر، الهجمات التي نفذها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في تركيا في الآونة الأخيرة، وأضاف أنه "لا صلة" بين الضربات التي تشنها أنقرة ضد الحزب والاتفاق الأخير لتكثيف جهود التصدي لتنظيم داعش. كما قال بن رودز المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي في نيروبي أثناء زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كينيا "بالطبع إن الولايات المتحدة تصنف حزب العمال الكردستاني، بشكل خاص، بأنه منظمة إرهابية. وبالتالي من جديد يحق لتركيا أن تتخذ الخطوات ذات الصلة بالأهداف الإرهابية. ونحن بالتأكيد نقدر اهتمامهم في تسريع الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية". ويأتي دخول تركيا المعركة ضد تنظيم داعش، ثم شن حملة على حزب العمال الكردستاني، بعد وقت قصير على مقتل 32 شخصا في مدينة سروج التركية الحدودية في تفجير انتحاري نسب للتنظيم سيساعد على خلق "منطقة آمنة" في المنطقة الحدودية في شمال سورية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن العمليات الأمنية المكثفة ستستمر ما دامت تركيا تشعر بالتهديد. كما أوضح مكتب رئيس الوزراء التركي أن أوغلو بحث في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العمليات ضد تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني، مضيفا أن "بان أكد خلال الاتصال الذي جرى مساء أول من أمس دعمه لكفاح تركيا ضد الإرهاب". إلى ذلك دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتينبيرج إلى اجتماع طارئ غدا لبحث المسألة الأمنية بناء على طلب من تركيا. وقال "طلبت تركيا الاجتماع في ضوء خطورة الموقف بعد هجمات إرهابية تعرضت لها في الأيام الأخيرة ولإبلاغ الحلفاء بالتدابير التي تتخذها"، مضيفا "أن الدول الأعضاء في الحلف تتابع التطورات عن كثب وتتضامن مع تركيا". من جانبه، أعلن كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو أبرز حزب معارض أمس، استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب إردوغان. وقال في تصريحات صحفية "حتى وإن كنا نعلم الثمن الباهظ لحكومة ائتلافية، يمكننا تحمل هذه المسؤولية من أجل مستقبل البلاد". وأضاف "إننا نغلب مصلحة تركيا على مصلحة الحزب. نحن نعلم أن كل تأخير يزيد من الثمن الذي يتعين على تركيا أن تدفعه". على صعيد آخر، اندلعت أمس مواجهات بين قوات الأمن التركية ومتظاهرين في منطقة غازي عثمان باشا في إسطنبول. واستخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين احتجوا على العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
مشاركة :