استأنفت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني بجدة موسمها الثقافي التاسع عن بُعد؛ عن طريق تقنية تطبيق زووم للتواصل المرئي؛ تمشيًا مع الاحترازات الوقائية من وباء “كورونا”. وقد استضافت سعادة المستشار والخبير الاجتماعي / إحسان صالح طيب ليلقي محاضرة بعنوان: (التطوع ودوره في خدمة المجتمع بالمملكة العربية السعودية) وأدار الأمسية الإعلامي أ. مشعل الحارثي الذي بدأها بالإشادة بالضيف الكريم، وانه رمز للعمل الاجتماعي والإنساني والخيري، فهو إحسانٌ في إنسان وإنسانٌ في إحسان. ثم أشار إلى أن الأستاذ: إحسان بن صالح سراج طيب؛ من أبناء “مكة المكرمة”؛ المؤهل العلمي: ماجستير آدب قسم اجتماع تخصص تنمية اجتماعية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة 1409هـ أثناء العمل، تدرج في الوظيفة من أخصائي اجتماعي بدار الرعاية الاجتماعية بمكة 1393هـ، ثم مشرف رعاية اجتماعية ثم كبير مستشارين. أما أهم الوظائف والمهام فهي: مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة 1409هـ – الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية – مستشار غير متفرغ لجمعية رعاية الأيتام بمكة المكرمة – نائب رئيس لجنة المسئولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة. ثم انتقل الحديث للمضيف الدكتور عبد المحسن القحطاني ليقدم كلمته الترحيبية، حيث بدأها بالترحيب بالحضور، ثم بالإشارة إلى أن هذه المحاضرة مؤجلة، حيث كانت مقررة قبل الجائحة، وأضاف أن الأستاذ إحسان طيب صاحب قامة وقيمة، عودنا أن يتواضع أمام العلماء ولكنه يكبر بهم، بتواضعه وبحثه عن المعرفة، وقد كرّس حياته للعمل الاجتماعي والخيري، فهنيئا له لأنه صنع ما صنع للآخرة. ثم بدأ الأستاذ: إحسان محاضرته بالإشارة إلى التطوع هو ركيزة في دين الإسلام، حيث قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: خير الناس عند الله أنفعهم لعباده، بل أن التطوع كان موجودًا عند العرب قبل الإسلام، ونجده عند قريش في حلف الفضول وسقاية الحجيج ورفادتهم، ولكن الإسلام أعلى من شأن العمل التطوعي باعتباره عبادة متعدية النفع، ويدلنا احتفاء رسول الله بالسيدة التي كانت تقم المسجد بعد وفاتها، وقد سرت هذه الروح التطوعية بين الصحابة وخاصة كبارهم الذين وردتنا عنهم عشرات القصص التي توكد عطاءهم. وأضاف المحاضر أن التطوع له عدة تعاريف في اللغة والاصطلاح وهي في مجملها تُشير إلى أن التطوع هو “الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية”، وأنه ينقسم إلى عدة أنواع وصور منها التطوع التلقائي في حالات الطوارئ؛ ومنها التطوع المنظم من خلال مؤسسات ولجان؛ ومنها التطوع الفردي والتطوع الجماعي، وأن أول الأحداث التاريخية المسجلة للتطوع المنظم هي في حريق لندن الكبير في القرن السابع عشر؛ وكذلك الفرق التطوعية في الحربين العالميتين التي كانت تتولى مهمة تحذير الناس من الغارات؛ ثم مساعدة المتضررين، وأن من مظاهر التطوع فرق الكشافة والجوالة والمرشدات، مضيفًا أن الأمم المتحدة حددت في عام 1985 يوم 5 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للتطوع. وختم طيب محاضرته بأن المملكة شهدت العمل التطوعي المنظم مبكرًا منذ عهد المؤسس؛ حيثُ أنشأت مشاريع مثل الصناديق الخيرية بمكة، ثم تعددت الجمعيات الخيرية في أنواعها كرعاية الأيتام والمقطوعين وأسر السجناء وإنشاء الأربطة؛ حتى تم تنظيم تلك الجهود بعد إنشاء وزارة العمل والشئون الاجتماعية، كما تأسست مؤسسات عالمية لتنقل الخير السعودي إلى العالم كمركز الملك سلمان العالمي للعمل الإنساني؛ وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وغيرهما، مشيرًا إلى أنه خلال نشأته في مكة المكرمة شاهد العديد من المبادرات التطوعية الفردية؛ كتجار البسطة الذين كانوا يتطوعون بتنظيف أروقة الحرم مرتين يوميًا؛ وعلماء الحرم الذين كانوا يقدمون الدروس مجانًا؛ بل ويستضيفون طلاب العلم المغتربين في بيوتهم؛ وغيرهم ممن كان يوزع الماء المثلج على الحجيج. ثم فُتح باب الحوار للمُداخلين عن طريق زووم؛ وشارك فيه كذلك مجموعة من الحضور منهم: معالي د. علي النملة، م. عبد العزيز حنفي، خالد الحسيني، السفير محمد طيب، والفنان عيسى عنقاوي، م. سعيد الغامدي. وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها السفير محمد طيب للمحاضر، والأستاذ ” عيسى عنقاوي ” لمقدم الأمسية.
مشاركة :