فاطمة زهرة العين صوت شجي ذو شخصية مميزة، تحرص على اختيار كلمات لها ثقل ومعنى، وألحان ممتعة وتوزيع استثنائي، وتوصف بأنها فنانة متفردة وعازفة عود أرادها جمهورها مطربة شعبية، ولأنها تؤمن بالتنوع الفني، تعود بعد سنوات من الغياب عن الساحة الفنية بأغنية غلطة، والتي تشكل التعاون الأول بينها وبين زوجها المنتج بشير خليفة، الذي أشرف على الأغنية فنياً وكتبها. وتشعر فاطمة زهرة العين بالسعادة لعودتها إلى جمهورها الذي لم ينسها. * حدثينا عن غلطة التي تقدمك بإطلالة جديدة شكلاً ومضموناً بعد غياب؟ - فعلاً، الأغنية تقدمني بإطلالة مختلفة غير التي اعتادها الجمهور، وسعيدة بذلك وردود الفعل أسعدتني أكثر، وهي من كلمات زوجي بشير خليفة، ومن ألحان الفنان عبدالله سالم، وتوزيع عثمان عبود، والغياب كان لظروف خاصة يعرفها جمهوري، ويعرف أنها لم تكن بيدي، والدليل على ذلك أنه كان دائم السؤال عن سبب غيابي، وميعاد عودتي من خلال مواقع التواصل المختلفة، أو وجهاً لوجه. * لماذا عدت ب غلطة؟ - أعرف أن اسم الأغنية إلى حد ما غريب، وفكرنا كثيراً في هذا الأمر، لكنه كان اختياراً موفقاً من كاتب الأغنية الإعلامي والمنتج بشير خليفة، ورأيته مناسباً خاصة أنني مررت بكثير من الأغلاط في حياتي، مثل الطيبة الزائدة التي لم تكن مطلوبة في المجال الفني الذي تكثر فيه المنافسة، كما أعتبر ثقتي الزائدة أيضاً غلطة كبيرة في حياتي، فلابد أن نأخذ حذرنا دائماً ممن يعيشون حولنا لأن الدنيا بها الطالح والصالح، ورغم أنني تعلمت كيف آخذ حذري من الناس إلّا أن الثقة والطيبة وجودهما في قلبي أكبر. * رجعت بشكل مختلف سواء في الأغنية أو مظهرك الخارجي، فهل تعتبر مجازفة؟ - أجيد كل الألوان الغنائية، وأحب أن أقدم لجمهوري أعمالاً مميزة، والحمد لله نالت أغنياتي إعجابهم لكنهم ربطوني بشكل قوي بالأعمال التراثية الفلكلورية التي تمثل الإمارات، لكن الفنان عليه بالتنوع، وأيضاً تقديم كل الألوان، لذلك فضلت الإطلال على جمهوري بعد غياب بشكل مختلف، والحمد لله الجميع تقبل العمل لذلك لم أعتبر الأغنية مجازفة. * هل تطلب الشكل الجديد السفر للخارج؟ - عندما فكرت في طرح أغنيات جديدة كان بداخلي توجه محدد، وهو مخاطبة الجمهور العربي كله، وليس الخليجي فقط، لذلك قررت مع بشير اختيار مظهر عربي مناسب، وقمنا بشراء كل الملابس من داخل الدولة، فلِمَ الذهاب للخارج ودبي بها كل العلامات التجارية العالمية. * هل هذا معناه أنك ستقدمين أغاني بلهجة أخرى؟ - أنا مطربة عربية أعتز بهويتي، ولا أمانع أبداً الغناء بأي لهجة، وأنا بالفعل لي تجارب سابقة، حيث غنيت باللهجتين العراقية والمصرية، وبصدد التحضير لعمل عربي إن شاء الله ينال إعجاب الجمهور. * لكِ تجارب موسيقية مع العود، فلماذا لم تحترفي العزف؟ - أقدم من وقت لآخر بعض المقطوعات لكبار نجوم الطرب الأصيل ممن أعشقهم مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومحمد عبده وأقوم بتحميلها على صفحتي في إنستغرام، ويقوم بعض المتابعين بنشرها على صفحات أخرى، ومع ذلك لا أرى نفسي محترفة عود، أنا فقط هاوية وأعشق هذه الآلة الساحرة التي تأخذني إلى أماكن بعيدة، ومع الأيام ربما أطور موهبتي فيه وأصقلها بشكل أكبر. * لكِ تجربة سابقة في تقديم البرامج، فلماذا ابتعدت عن التلفزيون؟ - أعتز بمبدأ التخصص في العمل الفني وأصدق به، فأنا أعزف العود بحكم كوني من أسرة فنية، أبي وإخوتي كانوا يعزفونه، لكنني فضلت التركيز على مكان محدد حتى أظهر فيه كل قدراتي الفنية لذلك عندما جاءتني عروض للتمثيل بعد تقديم البرنامج رفضتها، فشخصيتي موجودة في اللون الطربي. * ماذا عن مسابقة التصوير التي قدمتِها عبر إنستغرام؟ - جاءتني فكرة لتشجيع المواهب الإماراتية بعد ملاحظة كثرة المواهب في هذا الميدان من خلال مواقع التواصل، ووضعت جائزة قيمتها 10 آلاف درهم إماراتي للفائز، لكني لم أستمر فيها لانشغالي في العمل. * هل تشعرين بأنك حصلت على حقك في الشهرة والنجومية؟ - كمطربة إماراتية الحمد لله حققت نجومية، ووصلت للقمة لكن تعرضت لظروف أدت لغيابي لفترة طويلة عن جمهوري الذي مازال يعرفني، وينتظر أعمالي والحمد لله، وفي الفترة المقبلة سأقدم له المزيد من الأعمال الناجحة والمميزة. * ماذا عن جديدك؟ - أغنية عامة الأمجاد وأعتبرها مفاجأة من تأليف وإنتاج بشير خليفة أيضاً. * صرحت في حديث سابق بأن الزوج لا يمكن أن يكون مدير أعمال ناجحاً، فماذا عن بشير خليفة؟ - هناك العديد من التجارب الفنية والنماذج التي أثبتت فشلها فيما يخص هذا العمل، لكن مع بشير خليفة تجربتي مختلفة لأنه إعلامي وإذاعي مثقف يعرف كيف يتعامل مع الفن، كيف يكون منتجاً ومدير أعمال خارج المنزل، وزوجاً حنوناً داخله، لم يفرض سلطته أو تحكمه فيما أقدمه لجمهوري، ولا يتدخل فيما أريد، فالمناقشة والتفاهم والشورى أمور نعتز بها في حياتنا المهنية والعملية، على سبيل المثال عندما كنا نسجل الأغنية في الاستوديو كان موجوداً، لكنه اختفى عن نظري حتى لا أتردد أو أخاف وأخرج أفضل ما داخلي أثناء العمل. صعوبات عن صعوبات عالم الفن ورفضها دخول أحد أبنائها المجال تقول فاطمة زهرة العين: عشقت الفن ونشأت في بيت فني كما ذكرت وكنت أقوم بالغناء منذ صغري بين أفراد العائلة ، وعندما طلبت من أبي وأخوتي الدخول للمجال رفضوا تماماً حفاظاً على العادات والتقاليد والمظهر والزي الإماراتي، وعندما خضت التجربة حدثت الكثير من الخلافات بيننا رغم ظهوري بشكل محافظ وملتزم، خاصة أننا من إمارة العين، والحمد لله كان هناك دعم من الشيخ زايد آل نهيان ،رحمه الله ،للفن والفنان الإماراتي بشكل عام، وكان لي الشرف أنني غنيت من أشعاره وهو أيضاً من لقبني بفاطمة زهرة العين تيمناً بالعين، وربما يعتقد البعض أن هذه التجربة من أهلي ستجعلني أشجع أولادي على خوض المجال ، لكن العكس صحيح تماماً لأنني عشت المنافسات والصراعات داخل عالم الفن ولا أريد لأولادي أن يكرروا التجربة.