مع انتشار الشبكات الاجتماعية ومنصات التدوين على شبكة الإنترنت وسهولة الوصول إليها، بات بمقدور الجميع صناعة أي محتوى يرغبون فيه ونشره ليصل إلى ملايين المستخدمين، الأمر الذي يجعل من عملية الرقابة ومتابعة المحتوى من قبل هذه المنصات أمرا صعبا للغاية، لذلك عملت الشركات المالكة لشبكات التواصل الاجتماعي ومنصات المحتوى على تطوير عديد من الخوارزميات والأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمراجعة المحتوى والرقابة على ما يتم نشره عبر منصاتها ثم اتخاذ الإجراء المناسب إما بتركه وإما بإزالته. وأخيرا، كشف كل من منصتي يوتيوب وتيك توك أنهما أزالتا ملايين المقاطع من على منصتيهما بسبب حملها محتوى مخالفا، فقد أزالت منصة يوتيوب نحو 11.4 مليون مقطع فيديو خلال الربع الثاني من 2020، حيث اعتمدت الشركة أكثر على خوارزميتها بدلا من معظم المشرفين البشريين على المحتوى التي أزالت 10.85 مليون مقطع، وذلك لأن انتشار جائحة الفيروس التاجي قد قلل بشكل كبير من قدرة المراجعة البشرية للتحقق مرة أخرى من كون مقاطع الفيديو تنتهك سياسات المستخدم الخاصة بها. وقررت “يوتيوب” التشدد في التنفيذ باستخدام الأنظمة الآلية، حيث أزالت المنصة أكثر من ضعف مقاطع الفيديو التي أزالتها في الفترة في الربع الأول من 2020، وعادة ما تعتمد “يوتيوب” على الأتمتة للإبلاغ عن مقاطع الفيديو التي يتم تقييمها بعد ذلك بوساطة الأشخاص، وبالنظر إلى أنها كانت تعتمد على الأتمتة وحدها هذه المرة، فقد تأكدت من أن عملية الاستئناف تضم عددا أكبر من الموظفين حتى يمكن مراجعة الطلبات بسرعة، وأدى أقل من 3 في المائة من عمليات الإزالة إلى الاستئناف، لكن “يوتيوب” ضاعفت معدل الاستعادة الذي سجلته في الربع الأخير. وارتفع عدد طلبات الاستئناف لعمليات إزالة المحتوى من 166 ألفا في الربع الأول من عام 2020 إلى أكثر من 325 ألفا في الربع الثاني، وأعادت المنصة أكثر من 160 ألف مقطع فيديو في الربع الثاني، مقارنة بما يزيد قليلا على 41 ألف مقطع في الربع الأول. ومن بين مقاطع الفيديو التي أزيلت، تمت إزالة 3.8 مليون مقطع فيديو لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال، و3.2 مليون مقطع فيديو بسبب البريد العشوائي أو الاحتيال، و1.7 مليون مقطع فيديو غير لائق، و1.2 مليون مقطع فيديو بسبب العنف و900 ألف مقطع فيديو بسبب الترويج للعنف. وتم تحديد 382 ألف مقطع فيديو لإزالتها بعد بلاغات المستخدمين، و167 ألفا بوساطة أشخاص فرديين موثوق بهم، و2220 بوساطة منظمات غير حكومية و25 بوساطة وكالات حكومية، وتمت إزالة ثلاثة أرباع مقاطع الفيديو قبل أن تحصل على أكثر من عشر مشاهدات. من جانبها، قالت الشركة المطورة لتطبيق الفيديو القصير TikTok إنها هي الأخرى قامت بإزالة أكثر من 380 ألف مقطع فيديو في الولايات المتحدة لانتهاكها سياسة خطاب الكراهية حتى الآن منذ بداية العام الحالي، إلى جانب أنها حظرت أكثر من 1300 حساب ينشر محتوى يحض على الكراهية. إزالة 3.8 مليون مقطع فيديو لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال.