صديقة يعقوب: المرأة الإماراتية قادرة على الإبداع فــي ظل الدعم المستمر

  • 7/27/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تستعيد خبيرة الأحجار الكريمة والذهب، الإماراتية صديقة يعقوب، 14 عاماً أمضتها بين مختلف أجهزة التفتيش التابعة لإدارة جمارك دبي، حيث بدأت متطوعة في متابعة الرسوم الجمركية الخاصة بالسجاد والإعفاءات، قبل أن تبدأ العمل في مجال التفتيش العام، وتتنقل بين المراكز الجمركية الخاصة بـطيران الإمارات وكبار الشخصيات، ومن بعدها إلى مكتب الذهب، التابع لمطار دبي الدولي، ضمن الدفعة النسائية الأولى التي نظمتها كلية الشرطة، كما تعاملت كمفتشة مع مختلف المسافرين من كل الجنسيات في مطارات دبي، لتلتحق بعد ذلك بأول دفعة من فريق الكشف بالأشعة السينية، وتنال درجة الامتياز بالدورة التدريبية النسائية الأولى، التي نظمها قسم الأجهزة الأمنية التابع لإدارة الطيران المدني، وتنال شهادة الموظف المتميز التي تتحدث عنها قائلة: استطعت، من خلال عملي مفتشة في مكتب الذهب بجمارك دبي، نيل شهادة الدبلوم المعتمد من المعهد الأميركي للأحجار الكريمة، بعد عملي في (مكتب الذهب) التابع لجمارك دبي، خصوصاً أننا نستقبل كل عام أعداداً كبيرة من التجار في مختلف المعارض التي تقام بالدولة، لذلك كان من الضروري أن أمتلك الخبرة والمعرفة في كيفية فحص الأحجار الكريمة، وتحديد درجات جودة الألماس ومطابقته للمواصفات، فضلاً عن إصدار مختلف شهادات المواصفات والجودة الخاصة بهذه النوعية من الأحجار. حب التطوع تحب صديقة التطوع في الفعاليات والمبادرات المجتمعية، فقد بدأت متطوعة في مهرجان دبي للتسوق، ضمن فعالية واحة السجاد والتحف، وتتذكر وقتها أن مثابرتها وسعيها المتواصل لإنجاح مبادراتها كانا سبباً رئيساً في انضمامها إلى فريق جمارك دبي، لذلك تقرر عدم التخلي عن المشاركة في الجهود المجتمعية، التي ترسخ مكانة المبادرة، وتخدم المجتمع من خلال وجودها الدائم في مختلف التظاهرات والفعاليات والنشاطات، التي ينظمها مركز التطوع التابع لهيئة تنمية المجتمع. بطاقات شكر تصف صديقة محمد علاقتها بزملائها بالإيجابية، فالكثير منهم يستشيرها عند الحاجة، ويعول على خبرتها الطويلة في المجال، ولا تنسى فضل المسؤولين والمديرين الذين ساندوها، وتتوجه بالشكر إلى أحمد محبوب مدير جمارك دبي، وأحمد بن لاحج مدير إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي، وفلاح السماك مدير أول مبنى المطار رقم 2 بإدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي لدعمه المباشر لها، وحرصه على تحفيز موظفيه واعتماد الأفكار الجديدة وتطوير رأس المال البشري. مع العائلة تتحدث صديقة عن عائلتها بكثير من العرفان والمحبة، رغم رفض والدتها في البداية عملها في هذا المجال، نظراً لصعوبة الدوام والالتزام بساعات العمل الطويلة والمتحولة على مدار الأسبوع، لكن تشجيع زوجها كان الداعم الأكبر لها على التميز والإبداع، إضافة إلى الصبر والإيمان اللذين كانا دافعها الأساسي للنجاح المهني والأسري الذي حققته، رغم زواجها المبكر، وقلة خبرتها الحياتية آنذاك. اليوم صديقة سيدة ناجحة وربة بيت وأم لثلاثة بنات وشاب، وقدوة لابنتها المصممة والتشكيلية الإماراتية حياة السويدي، التي شاركت في معارض متعددة داخل الإمارات وخارجها، ولابنتيها المهندسة المدنية والطالبة، وابنها خريج كلية البحث الجنائي البريطانية، وعن هذه النجاحات الأسرية تقول: زرعت في نفوس أولادي حب الحياة والعمل والجدية والالتزام والإصرار على الأهداف، وإن قصرت سالفاً في بعض جوانب الحياة الاجتماعية والعلاقات مع الأهل والأقارب والأصدقاء، فإنني على الأقل نجحت في عملي وتربية أبنائي، بفضل تضحياتي ورغبتي في تقديم الأفضل لبلدي ومجتمعي. حقائب إبداعية تمكنت صديقة من الاستفادة من مجال عملها في مكتب الذهب من اقتراح حقيبة تدريبية خاصة بتقنيات تقييم المجوهرات والأحجار الكريمة، بهدف تطوير الموظفين وزيادة خبراتهم، من أجل الإلمام بكل الإجراءات الجمركية الخاصة بهذا الميدان، إضافة إلى التعرف إلى أنواع الأحجار الكريمة وتصنيفها وتقييمها واجتناب الغش التجاري، مشيرة في سياق حديثها إلى الإمارات اليوم إلى مجموعة الحقائب التدريبية، التي ستقوم باقتراحها في المستقبل، مثل مادة المواد المحجوزة والحقيبة التدريبية الخاصة بأنواع السجاد وتقنيات تصنيفها وتقديرها ومواصفات جودة صناعتها باعتبار انتماء السجاد إلى القطع الثمينة الواجبة صيانتها وضمان عملية دخولها واجتناب تهريبها، وبالتالي تلافي الخروقات الخاصة بهذا النوع من التجارة. لا يتوقف التجديد وروح المبادرة لدى صديقة عند مجال التفتيش والتدريب فحسب، بل يتجاوزه إلى مجالات أوسع، ففي عام 2004 تمكنت خبيرة الأحجار والمفتشة من دخول عالم التصميم والأزياء وابتكار شكل جديد للزي الموحد لمفتشات الجمارك، ليتناسب مع العباءة الإماراتية وزي السيدات في الدولة، ما جعل إدارة صديقة تؤيد الفكرة وتستحسنها وتقرر لاحقاً اعتمادها وتعميمها على كل الأقسام الخاصة بالتفتيش، لتكون بذلك إدارة الجمارك أول دائرة حكومية تعتمد هذا الزي الذي يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، ويحافظ على خصوصية المرأة. حاسة سادسة لم تكتفِ خبيرة الأحجار الكريمة والذهب بمهام تفتيش المسافرين في إدارتها، فقد كانت أول مفتشة ميدانية في مراكز تفتيش البضائع التابعة للمناطق الحرة، كما أشرفت على عمليات توصيل البضائع الثمينة للمستودعات، وعن خصوصية وجود المرأة في مثل هذا النوع من المهام الصعبة، التي تعتمد على الكثير من الدقة، تقول صديقة: للمرأة حدس عالٍ في قراءة لغة الجسد، والكشف عن الخروقات الجمركية، وقد استعملت هذا الحدس الثاقب للكشف عن العديد من حالات الغش والتحايل، وعن مدى تزايد هذه الظواهر خلال الشهر الكريم، تضيف مبتسمة: حالات التهريب لا تزيد ولا تقل خلال شهر رمضان، فالمهرب يبتكر في كل يوم طرقاً جديدة للتحايل متوقعاً قلة التركيز التي يحدثها الصيام، لكن يقظة القائمين على التفتيش في الجمارك تحول دوماً دون نجاح هذه العمليات غير القانونية. الصعوبات والتحديات لا تنسى صديقة، ضابط التفتيش الأول بإدارة عمليات المسافرين بالمبنى رقم (2)، الحديث عن الصعوبات التي تواجهها في عملها، خصوصاً ساعات المناوبات الطويلة والمرهقة وأوقات العمل المتحولة في بعض الأحيان، خصوصاً خلال بعض الفعاليات والمناسبات، لكنها تبقى سعيدة بتفهم رؤسائها الدائم لظروفها العائلية الذي جعلها قادرة على التوفيق بين مسؤولياتها الأسرية وارتباطاتها المهنية، خصوصاً أثناء فترة استراحتها التي تقضي أغلبها إلى جانب أبنائها وعائلتها. في المقابل، وفي سياق حديثها عن الصعوبات تتوقف صديقة عند بعض التحديات اليومية التي تواجه عمل المفتش في الميدان، منها بعض الاخطار التي يسببها التعامل مع بعض الأشخاص الحاملين لبعض الأمراض أثناء التفتيش، واحتمال انتقال المرض والعدوى، لكن الإدارة على وعي دائم وجاهزية كبيرة للتصدي لمخاطره وحماية موظفيها وتضع عدداً من الإجراءات الوقائية، التي تم التدرب عليها بشكل يجعلنا قادرين على التعامل معها بشكل يمكننا من حماية أنفسنا، من خلال استعمال بعض الأجهزة الوقائية كالقفازات وغيرها، وتحاشي الاقتراب من الأشخاص عند عملية التفتيش الروتينية. وعن مدى تأثرها بالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها أثناء ممارسة عملها، تقول صديقة: أحب عملي، ولا أخاف من أي مخاطر، لأننا مزوّدون هنا بكل مقاييس السلامة التي تجعلنا نمارس عملنا بشكل طبيعي، إضافة إلى ذلك فإنني أشعر هنا بأنني بعيدة عن أجواء الروتين اليومي الذي تعانيه بعض الوظائف، بسبب الضبطيات الجديدة في كل مرة، والنجاحات التي نحققها يوماً بعد يوم، كما أن ظروف العمل هنا مريحة وإيجابية وتدعو إلى التميز والإبداع، وهذا ما يمدني بالثقة ويجعلني أحقق أهداف النجاح التي رسمتها منذ البداية. جوائز وتكريم كثيرة هي الجوائز التي حصدتها صديقة، خلال مسيرتها المهنية، بداية من جائزة الأداء وحالات الضبط التي تلقتها من إدارة الطيران المدني، مكافأة لها على النجاحات التي تم تسجيلها عامي 2003/ 2004، إضافة إلى التكريم الذي نالته من الشركاء الاستراتيجيين بإدارة الجنسية والإقامة، ومن شرطة دبي عام 2002، وجائزة الموظف الجمركي المتميز عام 2008، وجائزة الأم العاملة عام 2011، إلى جانب تكريمها من قبل كلية الشرطة، وجمارك دبي التي خصتها بجائزة الموظف الجمركي المتميز عام 2014. وهي تتحدث لـالإمارات اليوم عن كل هذه النجاحات المتتالية، تشعر صديقة اليوم بالفخر، وهي تتذكر مشاركتها الأخيرة في معرض إكسبو ميلانو، إلى جانب أول لجنة نسائية مكونة من 28 إماراتية، أسهمن في إبراز جناح دولة الإمارات في المعرض الدولي الكبير، الذي أقيم في إيطاليا.

مشاركة :