«الثابت الوحيد هو التغيير» هذا قول مألوف، لكنه على قدر كبير من الأهمية الاقتصادية تحديدًا، وهو الذي يدفعنا إلى القول بحتمية الإبداع في المشاريع التجارية ، لا سيما في عصر الكثرة المفرطة والمنافسة الشرسة في كل المجالات، الإبداع تميز ومن هنا تأتي أهميته. وأحد أبرز المساعي لأي شركة من الشركات، سواء كانت ناشئة أو عابرة للقارات، هو أن تميز نفسها عن غيرها؛ فهذا التميز هو الخطوة الأولى التي ستمكنها من جذب العملاء والتأثير فيهم. الإبداع، إذًا، عملية تأسيسية مستمرة؛ إذ يجب أن يتم التفكير فيه عند إطلاق المشروع، بداية من اختيار الشعار واسم المشروع إلى شخصية العلامة التجارية، وصولًا إلى الاستراتيجية التسويقية وسبل جذب العملاء. ويجب أن يكون الإبداع عملية مستمرة أيضًا، أي لا يجب التوقف عن البحث عن حلول ومنتجات إبداعية. اقرأ أيضًا: الفرق بين الإبداع والابتكار في نقاطتطور الحاجات البشرية تطور البشرية رهن تطور حاجات أفرادها، فكلما ظهر احيتاج بشري جديد ظهر، في المقابل، منتج جديد يلبي هذا الاحتياج، ويمكننا أن نتأكد من صدق هذا الطرح من خلال إلقاء نظرة عابرة على تطور أدوات الإنتاج التي استخدمها الإنسان منذ فجر التاريخ؛ فلما كانت الحاجات البشرية، في البداية، محدودة كانت الأدوات المستخدمة هي الهراوة والفأس الحجرية، وظلت هذه الأدوات تتطور، استجابة لتطور الحاجات والرغبات البشرية، حتى وصلنا إلى أدوات الإنتاج الحالية الأكثر تطورًا وقدرة على تذليل الطبيعة واستغلالها. وخلال هذه المسيرة كان الإبداع حاضرًا على الدوام، فكل نقلة جديدة يحدثها إبداع جديد، وكل احتياج بشري جديد يتطلب منتجًا جديدًا، وهكذا لم يعد الحديث مقتصرًا على الإبداع في المشاريع التجارية فحسب، وإنما هو مسألة عامة. الإبداع احتياج بشري. اقرأ أيضًا: ثلاث طُرق تحفز الإبداع في مؤسستك الشركات والإبداع يتفق 82% من المديرين التنفيذيين، الذين شملهم استطلاع لشركة Forrester، على أن الشركات تحقق فوائد جمة من خلال الإبداع، ومن بين هذه الفوائد: زيادة الإيرادات، والحصول على حصة أكبر في السوق، ولعل هذا هو السبب في أن 58% من المستجيبين قالوا إنهم وضعوا أهدافًا للوصول إلى نتائج إبداعية، فيما يزعم 48% آخرون أنهم يمولون أفكارًا جديدة نتجت عن العصف الذهني الإبداعي. تشير هذه النتائج الأولية إلى أن الإبداع في المشاريع التجارية صار مطلبًا وضرورة، بل إن بعض الشركات تدرجه كهدف أساسي في استراتيجيتها العامة. وبالتالي لا مناص من الاعتماد على الإبداع، وتقديم منتجات وخدمات ذات نوعية مختلفة وفريدة. وقد يكون الجانب الإيجابي لوفرة الإنتاج _التي يعاني منها المجتمع الرأسمالي_ هو أنه يدفع باتجاه الإبداع في المشاريع والمنتجات التجارية؛ فإذا كانت هناك وفرة في كل شيء فلا بد من تقديم شيء مختلف كي يُكتب له النجاح، ويُعثر له على مشترين/ مستهلكين. اقرأ أيضًا: تعزيز ثقافة الإبداع في الإدارة.. الطرق والأدواتأهمية الإبداع في استطلاع أجرته شركة IBM، صنّف أكثر من 1500 رئيس تنفيذي، من أكثر من 60 دولة و33 صناعة، تم اعتبار الإبداعَ العامل الأولي الذي يمكنه مساعدة الشركات في التكيف والتعامل بنجاح مع هذا العالم المعقد ودائم التغيير. ومُنح الإبداع، وفقًا لهذا الاستطلاع، أهمية أكبر من الانضباط والصرامة، ورؤية الشركة، ونظام الإدارة. ووفقًا للاستطلاع، رأى غالبية الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أن الإبداع هو العامل الوحيد الذي يمكن أن يساعدهم في التنقل داخل بيئة أعمال معقدة تتميز بالعديد من التحولات واسعة النطاق والمتقلبة. الإبداع هو مفتاح البقاء إذًا. اقرأ أيضًا: معوقات التفكير الإبداعي وكيفية التغلب عليها الريادة في العالم الرقمي وتعزيز الإبداع تدريب على الإبداع.. طرق للابتكار وحل المشكلات
مشاركة :