يتجه العالم إلى أزمة جوع غير مسبوقة، ويتوقع الخبراء وفاة أكثر من 132 مليون شخص بسبب الجوع في العالم خلال العام الجاري، وهو ما يزيد عن التقديرات السابقة، وبمعدل زيادة تصل إلى 3 أمثال متوسط معدل الزيادة السنوية خلال الفترة التي مضت حتى الآن من القرن الحادي والعشرين. وبحسب وكالة بلومبرج للأنباء، أدت جائحة فيروس كورونا إلى اضطراب سلاسل توريد المواد الغذائية، والأنشطة الاقتصادية، وتقويض القدرة الشرائية للمستهلكين. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الوفيات يوميًّا في العالم بسبب الجوع الناجم عن تداعيات جائحة كورونا، سيزيد عن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس. وفي مدينتي كوينز ونيويورك، يضطر الجوعى إلى الوقوف لمدة تصل إلى 8 ساعات أمام أحد بنوك الطعام للحصول على صندوق أغذية يحتوي على كمية تكفي استهلاكهم لمدة أسبوع، في حين يحرث المزارعون في كاليفورنيا الخس مع الأرض، وفي واشنطن تركوا الفاكهة تتعفن على الأشجار بسبب انخفاض الأسعار. وقالت مديرة مركز «مجتمعات خالية من الجوع» في جامعة دريكسل (ماريانا تشيلتون): «ستظل تداعيات هذه الأزمة على مدى أجيال.. في عام 2120 (أي بعد مائة عام من الآن) سنظل نتحدث عن هذه الأزمة». وفقد ملايين العمال وظائفهم بسبب كورونا؛ حيث لا يملكون من المال ما يكفي لإطعام عائلاتهم، رغم تريليونات الدولارات التي ضختها الحكومات في شكل حزم تحفيز ساهمت في زيادة التفاوت العالمي إلى أعلى مستوياته. وفي أسوأ السيناريوهات المتوقعة، تقول الأمم المتحدة إن نحو 10% من سكان العالم قد لا يجدون الطعام الكافي خلال العام الحالي، وربما يزداد هذا الرقم؛ فهناك ملايين أخرى من البشر ستعاني من أشكال أخرى من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك عدم القدرة على دفع ثمن الطعام الصحي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة وسوء التغذية. وترى الأمم المتحدة أن أزمة الجوع ستكون أشد من التقديرات السابقة خلال السنوات العشر المقبلة، وقد يصل عدد الذين يعانون من نقص التغذية في العالم بحلول 2030 إلى نحو 909 ملايين إنسان، في حين كانت التقديرات قبل جائحة كورونا تشير إلى نحو 841 مليونًا.
مشاركة :