وصف دان دي لوس محرر شؤون الأمن الوطني في مجلة فورين بوليسي سماح أنقرة لأمريكا استخدام قاعدة إنكليريك جنوب البلاد، بأنه تحول كبيرفي سياسة تركيا إزاء داعش، على إثر الأسبوع الدموي الذي شهدته تركيا من خلال الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم داعش بدءًا من التفجير الذي استهدف مدينة سوروس الحدودية يوم 20 يوليو الماضي وأسفر عن سقوط 32 قتيلاً وأكثر من مائة جريح. وقال «دي لوس» بهذا الصدد إن تركيا تنحني الآن أمام الإلحاح الأمريكي – بعد التمدد الكبير لداعش- بشن هجمات ضد ميليشيا التنظيم «بما يجرها إلى حرب ظلت لفترة طويلة تحاول تجنبها». وطبقًا للاتفاق الذي أبرم مؤخرًا بين واشنطن وأنقرة، فإن تركيا ستسمح للطائرات الأمريكية – بطيار أو بدون طيار- باستخدام قاعدة إنكليريك الجوية لشن هجمات ضد تنظيم داعش الإرهابي، بما سيفتح المجال أمام توسيع الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم الإرهابي. واستطرد دي لوس: إن القرار التركي يستمد أهميته من فشل المفاوضات بين الطرفين الأمريكي والتركي التي دامت عدة أشهر من أجل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام هذه القاعدة بما يعيد إلى الأذهان رفض البرلمان التركي استخدام القوات الأمريكية للقاعدة في غزو العراق ربيع العام 2003. وأشار دي لوس إلى أن الاتفاق بالسماح باستخدام القاعدة أمكن التوصل إليه بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي. كما أشار الكاتب إلى تزامن القرار مع التقارير الصادرة حول الاشتباكات بين الجيش التركي ومقاتلين من داعش بالقرب من الحدود السورية بما أسفر عن مقتل جندي تركي وجرح اثنين آخرين، وأيضًا مع إعلان أنقرة عزمها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا ـ وهي الفكرة التي ظلت واشنطن ترفضها – لمنع تبعات النزاع من الوصول إلى حدودها وأيضًا لإيجاد منطقة آمنة يمكن للمساعدات الإنسانية الوصول من خلالها إلى النازحين السوريين. وأضاف دي لوس إن ما يضاعف العبء على تركيا إعادة فتح الجبهة مع حزب العمل الكردستاني، وحيث يتعين على تركيا التي تعارض منح الأكراد الحكم الذاتي، أن تراقب عن كثب تقدم قوات الأكراد السورية ضد قوات داعش على قاعدة عدم السماح بقيام دولة كردية على حدودها.
مشاركة :