فيينا – الوكالات: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن إيران سمحت لمفتشيها بالوصول الى أحد موقعين يشتبه في أنهما شهدا أنشطة نووية غير معلنة مطلع الألفية الثالثة. وأفاد تقرير للمنظمة الأممية: «سمحت إيران لمفتشي الوكالة بالوصول إلى الموقع لأخذ عيّنات بيئية». وأضاف: «سيتم تحليل العينات في المختبرات التي هي جزء من شبكة الوكالة».وأفاد مصدر دبلوماسي لفرانس برس بأن نتائج التحليل قد تستغرق نحو ثلاثة أشهر. وأشار التقرير الى أن عملية التفتيش في الموقع الثاني ستتم «في وقت لاحق من سبتمبر 2020 في موعد تم التوافق عليه مع إيران». ومنعت إيران دخول مفتشي الوكالة في وقت سابق هذا العام، ما دفع مجلس المحافظين في الوكالة الى اصدار قرار في يونيو يحض إيران على الامتثال لطلباتها. وذكرت الوكالة أيضا في تقرير منفصل صدر أمس أن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حاليا عشر مرّات الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى. ويشير الاتفاق الى حد يبلغ 300 كلج من اليورانيوم المخصّب على شكل مركّب محدد، أي ما يعادل 202.8 كلغ من اليورانيوم. وأفاد تقرير الوكالة بأن المخزون الإيراني الحالي يبلغ 2105 كلج. كما تستمر إيران في استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم أكثر من المسموح به بموجب الاتفاق. ومع ذلك فإن مستوى التخصيب لم يتجاوز الحد المطلوب للاستخدام في سلاح نووي. واتفاق 2015 النووي يترنح منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه في مايو 2018 وإعادة فرضه عقوبات مشددة على إيران. وردت طهران بتجاوزها تدريجيا وبشكل منتظم الحدود المسموح بها لأنشطتها النووية بموجب الاتفاق. وفي الأشهر الأخيرة حاولت إدارة ترامب تشديد ضغطها على إيران، لكن واشنطن تلقت صفعة مذلة في أغسطس عندما فشلت في مجلس الأمن في محاولتها إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران. وفي اجتماع عُقد في فيينا الأسبوع الماضي أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي انها تريد إيجاد طريقة لضمان «تنفيذه بالكامل على الرغم من التحديات الحالية». والتقرير الثاني الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس قدّم أيضا تحديثا حول موقع آخر في طهران لم يتم اعلانه للوكالة التي عثرت فيه العام الماضي على جزيئات من اليورانيوم. وقامت الوكالة بتحليل عينات من هذا الموقع كانت نتائجها «غير مغايرة» للمعلومات التي قدمتها إيران حول المصدر المحتمل للجزيئات. ويقول التقرير: «ومع ذلك، أبلغت الوكالة إيران مؤخرا أن هناك عددا من النتائج الأخرى التي تحتاج الى مزيد من الايضاحات والمعلومات».
مشاركة :