انطلقت اليوم أعمال الدورة الثالثة الافتراضية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع المبادرة مشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" تحت عنوان "العولمة المحلية: نحو سلاسل قيمة عالمية أكثر استدامة وشمولية" بمشاركة 100 متحدث من قادة القطاع الصناعي من القطاعين العام والخاص والتي تستمر على مدار يومين. ويناقش المشاركون في القمة دور توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء سلاسل قيمة عالمية أكثر مرونة والمساهمة في تحقيق التعافي والازدهار في مرحلة ما بعد الوباء. بالإضافة إلى تناول دور المرأة في القطاع الصناعي والسلامة الصناعية والأمن ومؤشرات الأداء الصناعي التي تقوم بقياس أداء الشركات والحكومات بناء على التزامها بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة والقيادات المستقبلية للقطاع الصناعي. من جانبه سلط أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الدورة الثالثة الافتراضية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.. الضوء على المطالبة بتعزيز توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتسريع عملية التعافي من تداعيات وباء كورونا. وركز الأمين العالم للأمم المتحدة في كلمته على التحديات العديدة التي صاحبت الوباء، والدور الذي يمكن أن يلعبه التحول الرقمي والطاقة النظيفة في صياغة مستقبل جديد أكثر شمولية واستدامة وازدهارا. وقال غوتيريش.. "يمكن إدراك مدى اعتماد العالم على المنتجات الصناعية من خلال الاضطراب الذي تسبب به نقص الإمدادات الحيوية وتعطل سلاسل القيمة العالمية جراء وباء كورونا ومع ما كان للوباء من آثار سلبية عديدة، فإنه ساهم في إحداث نقلة نوعية في التحول الرقمي في قطاعات التعليم والعمل والتواصل". وأضاف "بفضل التكنولوجيا تمكنا من مواصلة أعمالنا، وتحسين الكفاءة وتعزيز السلامة في القطاع الصناعي، وتمكين البنية التحتية الحيوية. ويجب أن نحرص على ألا تساهم التقنيات الرقمية في رفع معدلات البطالة بين النساء أو أن تفاقم الفجوة الاقتصادية بين الدول". وحول تنامي استخدام الطاقة المتجددة والحاجة إلى الحد من انبعاثات الكربون قال غوتيريش.. " يمكن للتقنيات الخضراء أن تساهم في الحد من انبعاثات الغازات الضارة بنسبة تزيد عن 70%. وفي الوقت الحالي يعتبر انتاج الطاقة من مصادر متجددة أقل كلفة من إنتاجها من الوقود الأحفوري. وعلى القطاع الصناعي اتخاذ خطوات سريعة وطموحة من شأنها أن تساهم في الحد من انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة بحلول العام 2050". وألقى كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المشارك للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.. وولي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" والرئيس المشارك للقمة العالمية للصناعة والتصنيع ومعالي دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة في جمهورية روسيا الاتحادية وبدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع الكلمات الرئيسية في حفل افتتاح القمة التي جمعت متحدثين من قادة القطاع الصناعي من القطاعين العام والخاص والذين يشاركون في أكثر من 20 جلسة افتراضية. من جانبه أوضح لي يونغ المدير العام لمنظمة اليونيدو أن الوباء أوجد فهما أوسع لمستوى الترابط العالمي والعلاقة بين سلاسل التوريد والمجتمعات. وقال "لم يكن معظمنا يدرك مدى تشابك وترابط سلاسل التوريد الدولية، وإلى أي مدى نعتمد عليها في توفير السلع والخدمات اليومية، وكيف يؤثر أي حدث عالمي على القطاع الصناعي المحلي". وأضاف "لن تؤثر الثورة الصناعية الرابعة على المصانع فحسب بل ستؤثر على المجتمع أيضا. ومن المؤكد أنه لن تستطيع دولة أو اقتصاد معين التحكم بمستقبل هذه الثورة بشكل فردي. ونأمل بأن يتم استغلال الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال بناء شراكات قوية بين مختلف الجهات ذات العلاقة وبين ممثلي الحكومات الوطنية والمنظمات متعددة الأطراف والقطاع الخاص والأكاديميين والمجتمع المدني". من جانبه دعا دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة في جمهورية روسيا الاتحادية إلى مراجعة أنظمة التجارة العالمية.. وقال " يتوجب علينا أن نعيد النظر بشكل كامل في التوجهات التي تحدد علاقاتنا الصناعية والتجارية.. مؤكدا أهمية إطلاق مبادرات طويلة الأجل للتقليل من الأثر السلبي للوباء والعودة إلى مسار التنمية المستدامة كما يتوجب علينا تعزيز شفافية أنظمة التجارة، وتقليل الحواجز الجمركية وغير الجمركية". من جانبه، ألقى بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع كلمة دعا فيها إلى التعاون وضرورة تركيز الدول على الفرص التي أتاحها الوباء لإعادة تقييم أولوياتها. وقال "كانت الأزمة بمثابة تذكير ضروري بأهمية تنمية الأسواق المحلية والإقليمية وتأكيداً على الحاجة إلى سلاسل قيمة عالمية أكثر فعالية ومرونة في التعامل مع مختلف الظروف". وأضاف، إن أزمة كورونا أدت إلى تغييرات كبيرة وتحولات جذرية في العمليات الصناعية، والتي قد تكون بداية لواقع جديد من شأنه أن يزيد من التقارب بين الأنشطة الفعلية والافتراضية. وقال العلماء "بقدر ما قد يبدو هذا الواقع الجديد صعبا بالنسبة لمعظم الشركات الصناعية في ظل التطورات الجيوسياسية والإجراءات الحمائية يجب علينا تحقيق التوازن بين بناء سلاسل توريد فعالة وتنافسية وبين بناء القدرات الصناعية المحلية القوية والقادرة على التعامل مع الأزمات". يذكر أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع تأسست في العام 2015 لبناء الجسور بين الشركات الصناعية والحكومات والمنظمات غير الحكومية وشركات التقنية والمستثمرين لتسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في إعادة صياغة مستقبل القطاع الصناعي وتمكينه من لعب دوره في بناء الازدهار الاقتصادي العالمي. وتوفر القمة العالمية للصناعة والتصنيع للقطاع الصناعي فرصة المساهمة في تحقيق الخير العالمي. وتوفر القمة العالمية للصناعة والتصنيع باعتبارها أول مبادرة عالمية متعددة القطاعات ومنصة للقادة للمشاركة في صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي وتسليط الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في بناء القدرات وتعزيز الابتكار وتنمية المهارات على نطاق عالمي. ونظمت النسختان الأولى والثانية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع في كل من إمارة أبوظبي، في مارس 2017 ومدينة ايكاتيرنبيرغ الروسية في يوليو 2019 وجمعت كل منهما أكثر من 3000 من قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني من أكثر من 40 دولة.
مشاركة :