«الطفل الإلكتروني».. غريق في بحر التقنية بلا منقذ

  • 7/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أضحى مشهد «طفل وفي يديه جهاز إلكتروني» مألوفا لدى الجميع، مما دفع خبراء الصحة إلى التحذير من تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها سواء في المشاهدة، أو اللعب، بيد أن ذلك يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر والعين. ضعف البصر وبينت الدكتورة عدالة بو حليقة طبيبة عيون في مستشفى الظهران التخصصي للعيون أن تأثير التكنولوجيا الحديثة على العين تؤدي إلى ضعف النظر باستخدامها، كما تؤدي إلى الجفاف الذي يكون في بداية الأمر بسيطا، وبعد ذلك يتفاقم إلى ندبات على القرنية مما يؤدي إلى تقليل الرؤية، قائلة: «ننصح بترك مسافة ما يقارب ٢٠سم بين الجهاز والعين، ترك الجهاز لمدة ٢٠ دقيقة بعد كل استخدام، ولبس النظارة الواقية، واستخدام القطرات المرطبة للعين وزيارة الطبيب بشكل منتظم». منع تدريجي ونصحت أم حبيب الله محمود الأهالي بأن لا يشجعوا أطفالهم تحت عمر ١٤ سنة، في الدخول إلى مجتمع تويتر والفيس بوك، وعدم جعل صورهم كضحايا الترويج لجذب أكبر عدد من المصوتين والمعجبين، لأن الطفل إذا وعي لهذا الواقع المزيف سيخلق في عقله الباطني أن قيمته تكمن في عدد الناس المعجبين به، وإذا قل العدد تتحطم قناعته بنفسه ومستوى الثقة الذاتي، قائلة: «أمنع أولادي من تلك المواقع منعًا جزئيًا من دون أن ينتبهوا بنيتي في المنع». هوس إلكتروني وأشار الناشط الاجتماعي وجدي المبارك إلى أن الألعاب الالكترونية لها تبعات على الأطفال، قائلا: «معظم الآباء والأمهات، وأنا أحدهم يعانون من إدمان أطفالهم على هذه الألعاب الالكترونية لا سيما الحديثة منها، وإذا تتبعنا الأرقام الخيالية التي تصرف على هذه الألعاب واقتنائها في مجتمعاتنا، فهي أرقام خيالية تدل على هوس حقيقي تعيشه شرائح الأطفال والمراهقين بهذه الألعاب». ضعف التركيز وذكر أن معظم الألعاب الإلكترونية لها مخاطرها السلبية على المستوى النفسي والاجتماعي للأطفال، مشيرًا إلى رصد حالات كثيرة من ضعف التركيز والتشتت التي تعتري الأطفال بسبب أنهم يضعون جل تركيزهم على ممارستهم لهذه الألعاب، خاصة إذا توافقت مع حالة السهر والتكرار اليومي المستمر، ناهيك عن حالات العزلة والاضراب، وقلة الأكل الذي يعيشه بعض الأطفال المدمنين على مثل هذه الألعاب. وأشار إلى دور المجتمع بشرائحه الدينية والثقافية والأسرية في ذلك، قائلا: «الأسرة مناط بها قدرتها على إيجاد البدائل الفاعلة التي تغني الطفل عنها، كالكتابة والقراءة، وممارسة هوايات متعددة تقلل من توجه الأطفال لهذه التقنية، وتفعليها بشكل إيجابي بقدر الإمكان، أما الشرائح الثقافية فمعول عليها ابتكار وتنظيم برامج ترفيهية وأنشطة ثقافية تجذب هؤلاء الأطفال، وتنمي قدراتهم وتوجهاتهم العقلية والسلوكية التي تشغل حالة الفرط الحركي بعيدًا عن ممارسة هذه الألعاب». تداعي الأمراض وذكرت إحدى الأمهات زهراء علي بأن الأجهزة الإلكترونية قد أثرت على ابنائها، وبالخصوص ابنتها ذات الثلاثة عشر ربيعًا، موضحة أنها كانت تستخدم الأيبود في صغرها، وعندما كبرت أصبحت تستخدم الآيباد، قائلة: «كان الآيباد بالنسبة لها جهاز لا يمكن الاستغناء عنه للعب والمشاهدة وقراءة القصص والروايات»، مشيرة إلى أن استخدامها ليس في النهار فحسب، بل حتى في الليل -وقت النوم-. وأكدت أن كثرة استخدام ابنتها الأجهزة الالكترونية تسبب في أصابتها بالصداع، وخلل في الرؤية، مشيرة إلى أنهم قاموا بزيارة طبيب العين لفحصها، حيث تبين أن عينها أصابها ضعف في البصر، نتيجة القراءة واللعب بالآيباد، لتكن من الذين يلبسون «النظارة» في آخر المطاف. قلق أسري أما سعاد الناصر فأكدت أن الالكترونيات أصبحت تشكل قلقًا في الأسرة، داعية إلى تنقية هذه الأجواء من خلال توجيه الطفل عبر استخدامها بالطريقة الصحيحة، ومنعها من أن تكون حالة تيه وغيبوبة، خوفًا من تبلد عقله، واكتسابه عادات سيئة بألوانها المختلفة. ودعت وفاء محمد إلى جدية المراقبة المتزامنة مع التوجيه والإرشاد، لافتة إلى أنها مع ولدها لا تلاقي صعوبة في التوجيه، موضحة أن تربية الطفل منذ الصغر على القيم الإسلامية، وتعريفه «الصواب»، من «الخطأ»، وتكوينه ثقافيًا على هذا الأساس، يسهل عملية التوجيه والإرشاد في مراحل نموه.

مشاركة :