عبّر عدد من المثقفين عن بالغ حزنهم على رحيل الأديب الشاعر الشريف منصور بن سلطان الفعر، عضو نادي جدة الأدبي وأمين سر النادي سابقا، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الأول، وصُلي عليه يوم أمس بعد صلاة الظهر في المسجد الحرام. وقد نبغ الراحل في كتابة الشعر مبكرا، وعاصر قامات الشعر والأدب والفكر في تلك الفترة، وأسهم في تأسيس منتدى «الاثنينية» كصالون أدبي في داره شهد له بالريادة في التواصل مع روّاد الثقافة العربية في مصر وبيروت ودمشق وعمان، أسّس مطبعة دار الشريف، وعمل مع الراحلين الكبار محمد حسن عواد، ومحمد حسن فقي، ومطلق مخلد الذيابي، وعبدالفتاح أبو مدين، وصدر له إثنا عشر ديوانًا شعريًا، وشارك في أمسيات شعرية داخل المملكة وخارجها. كما أسهم الراحل في كتابة النص الغنائي، حيث صدح بأعذب كلماته كبار فناني المملكة والعالم العربي، وفي مقدمتهم الراحل الكبير طلال مداح، وعبدالله محمد وغيرهم. عاش بعد وفاة ابنه هتان عزلة اختيارية، فسكن مكة المكرمة متعبدًا متقربًا لله، حتى ُصدم محبيه بدخوله المستشفى أول رمضان الماضي، إلى أن وافته المنية عصر يوم أمس الأول السبت (9/ 10/ 1436هـ) تاركاً وراءه إنتاجا أدبيًا زاخرًا. يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة سابقًا، وهو يغالب دمعه: أعرفه جيدًا منذ 40 عاما هو يملك الوفاء، وفيّ لأصدقائه، واحتفاؤه لمطلق مخلد الذيابي فجمع نتاجه النثري والشعري واهتم به أيما اهتمام، كان يملك الطيبة البناءة ولا يقبل الحيف أينما اتجه، شاعر فصيح ونبطي، وكثير ما استمعت لقصائده في كل الأحيايين عامة وخاصة، كانت جلسته لا تمل. ويقول الدكتور أشرف سالم: كان جاري في السكن لما يزيد عن عشر سنوات.. وكان من أهل الصف الأول في المسجد السباقين إلى الخير.. حقًا كانت وفاة ابنه هتان وهو في ريعان الشباب قاصمة الظهر له تأثر بها كثيرًا وإن أبدى التجلد.. أسأل الله أن يجمعهما في جنات النعيم. ويقول القاص محمد علي قدس: رحمه الله، كان نعم الصديق الوفي والأخ الكريم والإنسان النبيل، أسأل الله له الرحمة والغفران. وقال الدكتور عبدالله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي: لقد أحزننا كثيرًا برحيله، كان جميل المحيا، دمث الخلق، وكان سعيدًا باحتفالية أدبي جدة بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسه، وكان يسأل عن فعاليات النادي، والفقد لنا جميعا للمنظومة الثقافية ككل. وقال الشاعر عبدالعزيز الشريف: رحم الله الصديق العزيز الشريف الشاعر منصور بن سلطان، عرفته مبكراً وهو في بداية نشاطه الثقافي مع نادي جدة الأدبي، كان نعم الإنسان خلقاً ونبلاً وأدبًا ووفاءً مع محبيه ومعارفه، واستمر على هذا النهج حتى غادرنا إلى رب رحيم، الشريف منصور شاعر مطبوع موهوب بالفطرة إلى جانب أنه تربّى في بيت علم وفضل، فوالده كان شاعرًا كبيرًا معروفًا، أخذ عنه جميل الخصال وجمال الشعر، غادرنا هذا الشاعر في هدوء تام فقد اعتزل الأضواء والإعلام وتفرّغ للعبادة، وقد جمعتني وإياه رحلة البيعة للملك عبدالله -رحمه الله-، فكان شاعرنا في وفد الأشراف الذي قدم البيعة للمليك وألقى قصيدة عصماء تليق بالحدث.. رحمه الله رحمه واسعة.
مشاركة :