أوباما للكينيين: بلدكم على مفترق طرق

  • 7/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما أول زيارة رسمية الى كينيا، مسقط رأس والده، محذراً من انها على «مفترق طرق»، داعياً إلى ترسيخ الديموقراطية ومكافحة الفساد وإنهاء أي تمييز على أساس الجنس أو العرق. وبعد محادثات سياسية السبت مع الرئيس أوهورو كينياتا في شأن الأمن والتجارة، اتخذ خطاب أوباما في مجمّع رياضي مزدحم في نيروبي منحى شخصياً، فتحدث عن تجربته الشخصية وتجربة كينيا في العقود الخمسة الأخيرة منذ الاستقلال. وبعدما قدمته للحضور شقيقته أوما أوباما، قال الرئيس الأميركي: «أنا هنا بوصفي رئيس دولة تعتبر كينيا شريكاً مهماً، وكوني صديقاً يتمنى لكينيا النجاح». ونبّه الى ان على كينيا القيام بـ «خيارات صعبة» لتعزيز ديموقراطيتها الهشة واقتصادها الذي ينمو سريعاً. وحض على انهاء انقسامات قبلية وعرقية قديمة، ومنح النساء والأقليات حقوقها، محذراً من ان ذلك قد يؤدي الى «تقسيم بلدنا». وأضاف: «مجرد أن شيئاً يشكّل جزءاً من ماضيك، لا يجعله صائباً». ووسط تصفيق وضحك، وصف كيف استقبلته شقيقته في المطار، في أول زيارة له إلى كينيا في ثمانينات القرن العشرين، في سيارة من طراز «فولكسفاغن» قديمة كانت تتعطل دوماً، لافتاً الى انه وصل هذه المرة في طائرة الرئاسة ويتجول في سيارة مصفحة تُسمى «الوحش». وقال: «عندما يتعلق الأمر بشعب كينيا، وخصوصاً الشباب، أعتقد بأن لا حدود لما يمكن أن تحققوه». لكنه أكد للكينيين أن بناء بلادهم واقتصادهم يتطلب جهداً شخصياً، مع التحلي بالمسؤولية. وتطرق أوباما إلى الفساد الذي غالباً ما يُعتبر سبب تراجع الاستثمارات في كينيا، واعتبر ان من الأفضل أن تُدفع أموال الرشاوى إلى شخص «يقوم بعمله بإخلاص». والتقى أوباما مندوبين عن المجتمع الأهلي الكيني الناشط جداً، لكنه يشكو من قيود متزايدة على حرية تحركه باسم «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها كينيا ضد حركة «الشباب» المتطرفة في الصومال المجاورة. وتعهد الرئيسان الأميركي والكيني تعزيز تعاونهما لمحاربة حركة «الشباب»، وقال أوباما: «قلّصنا في طريقة منهجية المناطق التي تسيطر عليها الحركة»، لكنه أقرّ بأن المشكلة «لم تُحل». وكان الرئيس الأميركي حضر مأدبة عشاء رسمية أُقيمت على شرفه في نيروبي، ملقياً نكاتاً عن شهادة ميلاده، إذ قال: «أتصوّر أن منتقدين لي في بلادي (الولايات المتحدة) يقولون إنني عدت إلى هنا بحثاً عن شهادة ميلادي. ليس هذا هو الأمر». وأتاح أوباما عام 2011 للأميركيين الاطلاع على شهادة ميلاده، بعدما شكك خصومه في مكان ميلاده وحقه في أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، بزعم أنه لم يولد فيها. وورد في شهادة ميلاده أنه مولود في هونولولو في هاواي. وأضاف أوباما في كلمته خلال مأدبة العشاء: «يتجمّع الكينيون والأميركيون. يفهم كل منا الآخر ونجد وسائل جديدة للمشاركة، وأعتقد بأننا إذا استطعنا البناء على ما حققناه في هذه الزيارة، سيكون ممكناً إنجاز مزيد في السنوات المقبلة من أجل أهلنا، وأرضنا الجميلة وحريتنا، من أجل السلام». اما كينياتا فرحّب بـ «رئيس الولايات المتحدة الذي غادر والده يوماً شواطئنا، والذي يعود الآن وهو رئيس لواحدة من أعظم الدول في العالم»، وزاد: «إنها أمنية لي أن يكون ممكناً لنا نحن أيضاً أن نتعلم أن العظمة ستغدو قائمة بيننا إذا استطعنا أن نتجمع وننسى الخلافات البسيطة بيننا، ثم نتطلع إلى المستقبل بأمل، وأن نبني كذلك على الطاقات المتاحة، خصوصاً لدى شبابنا». وتوجّه أوباما إلى إثيوبيا التي أنهكتها المجاعة في ثمانينات القرن العشرين، لكنها الآن تحقق واحداً من أسرع معدلات النمو الاقتصادي في أفريقيا، إذ أعلن البنك الدولي أن النمو في السنوات الخمس الأخيرة سجل نسبة 10 في المئة تقريباً. وسيُلقي الرئيس الأميركي غداً خطاباً أمام الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وهي حليف مهم لواشنطن في مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي. لكن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتبر أن الإنجازات الاقتصادية تأتي على حساب الحريات السياسية، من خلال قمع وسائل الإعلام والمعارضة.

مشاركة :