يوما بعد يوم تسوء العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، خاصة أن الأولى تواصل نهجها العدائي ضد أعضاء التكتل، حيث باتت العقوبات الأوروبية على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، أقرب مما يتوقع الجميع.وتحتل الأزمة بين تركيا واليونان حول التنقيب في شرق البحر المتوسط، النصيب الأكبر في الخلاف القائم بين الأوروبيين وحكومة أنقرة.وفي وقت تسعى فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتوسط بين آثينا وأنقرة مرة أخرى، يؤكد شارل ميشيل رئيس الملجس الأوروبي إن قادة الاتحاد الأوروبي يخططون لتبني سياسة "العصا والجزرة" مع تركيا. مقترحا عقد مؤتمر دولي بشأن أزمة شرق المتوسط بمشاركة جميع الأطراف بما في ذلك حلف الشمال الأطلسي"الناتو".وفقا لصحيفة "ايكاثيمرني" اليونانية، سيدعم الزعماء الأوروبيون خلال قمة يومي 24 و25 سبتمبر الجاري، مواقف اليونان وقبرص في مواجهة تركيا.وأكد المسؤول الأوروبي الذي يتوقع أن يزور اليونان وقبرص قبل القمة، إن مثل هذه الطريقة هي الأفضل لخفض التصعيد في شرق المتوسط وتوفير سبلا للحوار.من جانبه، يشدد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على رفض الحوار مع تركيا قبل وقف التهديدات، مؤكدا أن أنشطة أنقرة غير القانونية تتطلب رد فعل دولي.كما التقى وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مقدما له مقترحات بشأن تهدئة التوتر مع أنقرة.وبحسب الصحيفة، تأتي المحاولة الدبلوماسية الجديدة للتهدئة، عقب مبادرة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج لإطلاق محادثات بين اليونان وتركيا، إلا أن أثينا أكدت عدم التحول إلى اتفاق لإجراء حوار.ورغم فشل الناتو في رعاية الحوار، إلا أن المبادرة تساهم في خلق مناخ للمحادثات حول النقاط الخلافية الجوهرية بين البلدين، وهو ما تهدف برلين إلى تحقيقه.وزاد التوتر التركي اليوناني في شرق المتوسط بعدما أرسلت أنقرة سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس"، وسفنا حربية إلى المياه المتنازع عليها، بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين.ورغم إبداء استعدادها للحوار، تواصل تركيا استفزاز اليونان بإجراء مناورات عسكرية قرب جزرها في مناطق تقع ضمن جرفها القاري، فضلا عن عمليات التنقيب عن الغاز المستمرة.وأعلنت تركيا اليوم السبت إطلاقها غدا الأحد مناورات عسكرية في شرق المتوسط بالتعاون مع "قبرص الشمالية"، على خلفية تصعيد التوترات الإقليمية.ومن بين الملفات الأخرى التي فاقمت الأزمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، هو تدخل نظام أردوغان بشكل مباشر في ليبيا وخرق الحظر المفروض على توريد الأسلحة.وفي هذا السياق، أكد ممثل السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يسعى لخفض التوتر في المتوسط بالحوار. كما شدد على أن مصر تلعب دورا حاسما في الأزمة الليبية.أما الورقة الأخرى التي يخشى القادة الأوروبيون أن تلجأ إليها أنقرة، هي مسألة المهاجرين، حيث يمكن أن تخلق أنقرة أزمة هجرة جديدة في الاتحاد الأوروبي إذا استمر نظام أردوغان في عناده.
مشاركة :