هانوفر في 5 سبتمبر / وام / أكد وزراء و خبراء أن تزايد السياسات الحمائية و تأثير وباء كورونا على الاقتصاد العالمي يهدد ما حققه العالم خلال 30 عاما من العولمة وقد يؤدي إلى تغييرات عميقة في هياكل سلاسل القيمة العالمية . جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع والذي ألقت فيه نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة في جمهورية مصر العربية كلمة نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول سلاسل القيمة العالمية ودور مصر الاقتصادي في القارة الأفريقية. و أكدت التزام مصر ببناء اقتصاد تنافسي متوازن و متنوع قائم على الابتكار و المعرفة تدعمه مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة المصرية. و شددت على إيمان مصر المطلق بالتعاون الإقليمي والدولي و أهمية تعزيز أطر التكامل الصناعي المشترك، والتعاون مع شركاء التنمية بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الإقليمي. وقالت جامع: "تبنت مصر توجها إقليميا يقوم على تعزيز التعاون مع العديد من الدول الأفريقية بهدف تنفيذ عدد من برامج ومشاريع التنمية الصناعية المشتركة، وتعزيز التواجد الفعال للشركات المصرية في أفريقيا لتنفيذ مشاريع البنية التحتية والربط اللوجستي.. و سيساهم ذلك كله في دعم التجارة المشتركة، ومشاريع الصناعية، وزيادة القدرة التنافسية لسلاسل القيمة المضافة على الصعيد الإقليمي وفي جميع أنحاء أفريقيا". أعقبت الكلمة جلسة نقاش تحت عنوان "العولمة المحلية: من العالمية إلى المحلية" بمشاركة كل من نان شوهوي، نائب رئيس مجلس الإدارة لدى مجموعة "شنت" الصينية، والدكتور نيكولاس جاريت، الرئيس التنفيذي لشركة "آر سي أس" العالمية، والدكتور فولكر تريير، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس التجارة الخارجية لاتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية. و استعرض المشاركون خلال الجلسة آراءهم حول مستقبل سلاسل القيمة العالمية وأنماط التجارة. فمن جانبه أشار نان شوهوي نائب رئيس مجلس الإدارة لدى مجموعة "شنت" الصينية إلى أن تأثير وباء كورونا على سلاسل التوريد العالمية على المدى القصير كان مجرد تأخير تسليم الطلبات وتقليل حجم الإنتاج.. إلا أن تأثيره طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى تغييرات عميقة في هياكل وعلاقات سلاسل التوريد. وقال شوهوي: "ستظل تكلفة الإنتاج أهم عامل من العوامل التي تؤثر على الاتجاه المستقبلي لسلاسل التوريد العالمية و سيكون لها تأثير كبير على مستقبل الخلافات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.. وعلى مدى العقود القليلة الماضية، ونظرا للنمو السريع في قطاع الصناعة الصيني، أظهرت سلسلة التوريد العالمية اتجاها قويا لتوطين النشاطات الصناعية .. و مع ارتفاع تكاليف الإنتاج في الصين في المستقبل فإن ذلك من شأنه أن يدفع نظام سلسلة التوريد العالمية نحو التنوع واللامركزية ". وأعرب عن اعتقاده بأن التعاون و تبادل الفوائد بين الصين و الولايات المتحدة سيسود في النهاية.. مؤكدا أن الشركات الصينية والحكومة الصينية حريصة على التعاون المشترك. ونوه الدكتور فولكر ترير إلى المخاوف بشأن صعود النزعة الحمائية والقومية في التجارة العالمية في السنوات الأخيرة و التي يبدو أنها تفاقمت بسبب الوباء. وقال: "تواجه العولمة اليوم تراجعا كبيرا مع تراجع الاستثمار، والذي يؤثر بشكل خاص على تجارة السلع.. و علينا أن نأخذ في الاعتبار أن هناك اتجاها نحو السلوك القومي لحماية السلع عالية القيمة مثل المعدات الطبية واللقاحات للحد من آثار انتشار الوباء. وأضاف : " على الصعيد العالمي هناك تهديد أكبر يتمثل في عدم تمكن السلع المستوردة الأساسية من دخول البلدان لأن هذه الحواجز التجارية يتم بناؤها بشكل أقوى مما كانت عليه قبل الوباء". وأوضح أن من العوامل الهامة التي ستؤثر على مستقبل سلاسل القيمة العالمية زيادة وعي العملاء خاصة في الدول المتقدمة حول المنتجات التي يشترونها وكيفية إنتاجها. من ناحيته قال الدكتور نيكولاس جاريت إن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل تقنية سلاسل الكتل /البلوك تشين/ يمكن أن تستخدم لبناء سلاسل توريد أقوى مع إمكانية تتبع المنتج و التأكد من أنه قد تم تصنيعه بطريقة تضمن الاستدامة والموثوقية. و أضاف جاريت: "توفر تقنية سلاسل الكتل /البوك تشين/ منصة تربط جميع الشركات ضمن سلسلة التوريد ما يمكنها في النهاية من تقليل المخاطر في سلاسل التوريد وإضافة قيمة كبيرة لمنتجاتها.
مشاركة :