إسبانيا مبتهجة لبقاء ميسي في برشلونة

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«سيبقى»، ابتهجت الصحف الإسبانية الصادرة أمس السبت لبقاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة، بعد أزمة حادة لعشرة أيام مع ناديه؛ لكنها شددت على رسالة «مدمرة» وجهها لإدارته ورئيسه. وعنونت «ماركا» الأكثر مبيعاً في إسبانيا: «ميسي يبقى، انتهت الأزمة»، إلى جانب صورة كبيرة لوجه أفضل لاعب في العالم ست مرات.أوضحت الصحيفة الرياضية: «بقي الأرجنتيني رغماً عنه... في أكبر أزمة لبرشلونة». أزمة سرقت الأنظار الرياضية في العالم، بعد إعلان النجم الموهوب في 25 أغسطس (آب) الماضي نيته فسخ عقده وترك فريقه. وبالنبرة نفسها، عنونت «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية: «ميسي يكسر الصمت ويعلن مواصلة المشوار مع برشلونة الموسم المقبل». وعرضت الصحيفة جملة قالها اللاعب البالغ 33 عاماً في مقابلته مع موقع «جول» الإلكتروني الجمعة: «سأبقى وأقدم كل ما في وسعي».لكن «موندو ديبورتيفو» شددت على «الرسالة المدمرة» لقائد برشلونة تجاه إدارة ناديه، فكتب مديرها سانتي نولا: «قال ميسي إنه سيبقى ويقدم كل ما في وسعه. هذا ما يجب أن يتذكره مشجعو برشلونة... لكن كانت هناك رسالة مدمرة. وجه سهامه مباشرة نحو (رئيس النادي جوسيب ماريا) بارتوميو».واستخدمت «سبورت» عبارة «سي كيدا» (سيبقى) التي قالها مدافع برشلونة جيرار بيكيه عن زميله البرازيلي نيمار، قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في 2017، في موقف مماثل لما حصل مع ميسي. وعرضت صورة لميسي بقميص الفريق لموسم 2020 – 2021، ومجموعة من الجمل القوية التي قالها ميسي مساء الجمعة. وعلى صدر صحيفة «آس»، كتبت «مي كيدو» (سأبقى)، مضيفة جملة لميسي: «لا أدخل أبداً في نزاع قضائي مع نادي حياتي».ولم يحضر ميسي إلى تمارين صباح السبت في مدينة «جوان غامبر» الرياضية. ويتعين على ميسي إجراء اختبار فيروس «كورونا» المستجد الذي تغيب عنه في 30 أغسطس الماضي، للتمكن من معاودة التمارين التي غاب عنها منذ 11 أغسطس. وبحسب الصحف المحلية، سيكون ميسي قادراً على خوض مباراة ودية ضد ناستيك تاراغونا في 12 الجاري وراء أبواب موصدة، في ملعب «يوهان كرويف» المجاور لمركز تدريب برشلونة.واتهم النجم الأرجنتيني رئيس النادي بعدم الحفاظ على كلمته، بشأن السماح له بالرحيل عن النادي مجاناً في نهاية الموسم الماضي. وأشاد برشلونة بقرار لاعبه بالبقاء عبر نشره صورة له على حسابه على تطبيق «إنستغرام»، وألحقها بتعليق من حديثه: «سأقدم أفضل ما لدي. حبي لـ(البارسا) لن يتغير أبداً».وشهدت الأيام الماضية تجاذبات عدة بين الطرفين حول رغبة ميسي في الانفصال عن فريقه، وقيمة البند الجزائي، وما إذا كان هذا البند مفعلاً أو غير ساري المفعول. وطالب برشلونة لاعبه بدفع البند الجزائي الذي حدده بـ700 مليون يورو، وهو رقم خيالي لا يمكن لأي نادٍ في العالم دفعه في الوقت الحالي. وقال الهداف الماكر: «كنا متأكدين من أنني حر. وقال الرئيس دائماً إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد البقاء أم لا، والآن هم يتمسكون بمسألة أنني لم أبلغهم ذلك قبل العاشر من يونيو (حزيران)، وعندما يتبين أنه في هذا التاريخ كنا نلعب في الدوري في منتصف هذا الفيروس اللعين (كورونا) وهذا الوباء الذي بدَّل كل التواريخ».وشدد ميسي: «هذا هو السبب في استمراري في النادي... لأن الرئيس أخبرني أن الطريقة الوحيدة للمغادرة هي دفع البند الجزائي». وكان محامو ميسي قد أرسلوا عبر الـ«بورفاكس» وهو نوع من البريد الذي يمكن إرساله مادياً (ورقياً) أو إلكترونياً في إسبانيا، وله قيمة الدليل المعترف به أمام المحاكم في 25 أغسطس المنصرم، طلباً من ميسي يعلن فيه رغبته في فسخ عقده مع الفريق من جانب واحد. وأشار ميسي إلى أن رغبته لم تكن وليدة الخسارة الكبيرة أمام بايرن ميونيخ الألماني 2 - 8 في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا: «كنت أفكر في الأمر لفترة طويلة. قلت للرئيس - وله بالذات - إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد الرحيل أو البقاء، ولكن في النهاية لم يحافظ على كلمته».وأنهى برشلونة موسمه المأساوي دون أي لقب للمرة الأولى منذ عام 2008؛ حيث خسر الدوري المحلي لمصلحة الغريم ريال مدريد، بعدما كان قد ودع مسابقة الكأس المحلية من دور الثمانية أمام أتلتيك بلباو (صفر - 1)، وأنهاه في دوري الأبطال بخسارة مهينة أمام الفريق البافاري، ما دفعه إلى إقالة المدرب كيكي سيتيين وتعيين مدرب منتخب هولندا رونالد كومان بدلاً منه.وسجل ميسي 634 هدفاً، وفاز بـ34 لقباً مع برشلونة الذي انضم إلى أكاديميته «لا ماسايا» عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وأشار ميسي إلى أنه عندما أخبر زوجته وأولاده الثلاثة أنه يريد ترك برشلونة «بدأوا بالبكاء. لقد أحدثوا دراما». وستسلط عودة الطفل المدلل لكاتالونيا الأضواء على بارتوميو الذي أوضح في وقت سابق أنه يضع استقالته من منصبه مقابل عودة نجم الفريق؛ خصوصاً بعد التوبيخ الذي كاله له ميسي.ورغم حب ميسي لبرشلونة وعشق أنصار النادي للاعب الأرجنتيني، فسيضطر رونالدو كومان المدرب الجديد الذي عينه بارتوميو، للتعامل مع لاعب لا يشعر بالسعادة، في مسعاه لبناء فريق تضررت صورته بشدة مؤخراً. وربما يزعم بارتوميو خروجه منتصراً بعدول ميسي عن قراره؛ لكن النادي سيشاهد أعظم أصوله تغادر مجاناً الصيف المقبل؛ بدلاً من الحصول على مبلغ قياسي عالمي كان سيناله حتماً بعد معركة متوقعة بين الأندية المنافسة للحصول على توقيع اللاعب.وسيشعر مانشستر سيتي الذي كان الأقرب لضم ميسي، بخيبة أمل؛ لكن من غير المستبعد أن يحاول الوصول إلى اتفاق في فترة الانتقالات الحالية، أو ربما في فترة الانتقالات الشتوية، عندما يسعى برشلونة للحصول على أي مقابل مالي قبل رحيل ميسي مجاناً؛ لكن أسرة ميسي أكثر المستفيدين من قراره. وقال اللاعب: «عندما أبلغت زوجتي وأولادي برغبتي في الرحيل، أجهشت الأسرة كلها بالبكاء، فأولادي لا يرغبون في مغادرة برشلونة ولا يريدون تغيير مدارسهم». لكن المسألة لم تنتهِ بعد، وربما يكون هناك مزيد من الدموع، فالنتيجة التي انتهى بها النزال بين أيقونة كرة القدم في العالم وأحد أكبر الأندية، تشير إلى عدم وجود فائز.

مشاركة :