أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنّه لم يرَ أيّ أدلّة حتّى الآن على تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، مضيفًا في الوقت نفسه أنّه ليس لديه سبب للتشكيك في ما قالته برلين التي تؤكّد من جهتها أنّ لديها "أدلّة قاطعة" في هذه القضيّة. وصرّح ترامب "لا أعرف ما حدث تحديدًا. أعتقد أنّه أمر مأسوي، إنّه فظيع، وينبغي ألا يحدث". وقال في مؤتمر صحافي "لم نرَ حتّى الآن أيّ دليل" على تسميم نافالني، متعهّدًا في الوقت نفسه بأنّ الولايات المتّحدة ستدرس هذا الملفّ بجدّية بالغة. وعلّق ترامب على أدلّة المحقّقين الألمان في هذا الإطار، قائلًا "لم نرَ ذلك بأنفسنا". وأضاف أنّه سمع أنّ ألمانيا توصّلت إلى أنّ نافالني تسمّم بغاز الأعصاب القاتل نوفيتشوك. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّه بناءً على ما تقوله ألمانيا يبدو أنّ هذا هو الحال. وقال "سأكون غاضبًا جدًا إذا كان هذا هو الحال". ولم يُحدّد ترامب الإجراء الذي سيتّخذه إذا ما اقتنع بأنّ الخصم السياسي الأكثر قوّةً للرئيس فلاديمير بوتين كان ضحيّة مؤامرة قتل. لكنّ الرئيس الأميركي شدّد على أنّه كان "إلى حدّ بعيد أشدّ صرامة مع روسيا من أيّ أحد آخر". من جهة ثانية، اعتبر ترامب أنّ المفاوضات حول الأسلحة النوويّة، الجارية مع موسكو، هي أكثر أهمّية من أيّ قضيّة أخرى، قائلا "إنّه الشيء الأهمّ". وطالبت فرنسا وألمانيا مجدّداً روسيا الجمعة بتفسيرات بشأن تسميم نافالني. كما طالبتا بـ"تحديد" هوّية المسؤولين عن الهجوم و"إحالتهم على العدالة". وأصرّ وزيرا خارجيّة البلدين، جان-إيف لودريان وهايكو ماس، في بيان مشترك على أنه "يجب تحديد هوية المسؤولين عن هذا العمل الشنيع وإحالتهم على العدالة". وطلبت فرنسا وألمانيا بالفعل من موسكو إلقاء الضوء الكامل على هذه القضيّة التي حازت اهتمامًا بالغًا في أوروبا وأدّت إلى توتّر جديد مع موسكو. وشدّدت العاصمتان لهجتهما قليلاً بينما لم تَبد روسيا متأثّرة بالاتّهامات الغربية، واكتفت بالتشكيك في رواية استخدام سمّ. وقال الوزيران إن هذا الهجوم على شخصيات من المعارضة الروسية هو "للأسف ليس عملاً منعزلاً"، وشجبا الاستخدام المفترض لمركب نوفيتشوك المحظور بموجب الاتفاقيات الدولية بشأن الأسلحة الكيميائية.
مشاركة :