البنك الدولي يلغي تمويل بناء سد بسري في لبنان | | صحيفة العرب

  • 9/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أوقف البنك الدولي، السبت، تمويله لمشروع بناء سد بسري اللبناني والذي كان يستهدف توفير مياه الشفة لبيروت ولكنه جوبه بمعارضة قوية من نشطاء البيئة ومجموعات مدنية والذين رهنوا إنجاز المشروع باتفاق وشروط مسبقة. ورحب ناشطون وسكان رفضوا مصادرة أراضيهم في المنطقة بقرار اعتبر بمثابة “ضوء” في عتمة الأزمات المتتالية التي تشهدها لبنان، بعدما قضوا سنوات من التحركات المطالبة بإلغاء مشروع السد لما كان سيترتب عليه من قطع الآلاف من الأشجار والقضاء على تنوع بيولوجي لافت، فضلا عن فالق زلزالي ناشط يمر في المنطقة. وأُقرّ قرض تمويل المشروع في العام 2014، وكان من المقرر بناء السد في منطقة وادي بسري، على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب العاصمة لتأمين مياه الشفة لـ1.6 مليون نسمة في منطقة بيروت الكبرى. وأعلن البنك الدولي في بيان صباح السبت أنه أبلغ الحكومة اللبنانية “قراره بإلغاء المبالغ غير المصروفة من مشروع زيادة إمدادات المياه (مشروع سد بسري) نتيجة لعدم إنجاز البنود التي تشكّل شروطاً مسبقة للبدء بأعمال بناء السد”. وأوضح أن “قيمة الجزء المُلغى من القرض تبلغ 244 مليون دولار أميركي، ويدخل الإلغاء حيّز النفاذ فوراً”. وفي يونيو الماضي، علّق البنك الدولي المشروع جزئياً، الأمر الذي اعتبره ناشطون انتصاراً لهم. وكان البنك الدولي بانتظار رد من الحكومة اللبنانية حيال مسائل أثارت “قلقه” واعتبرها شروطاً مسبقة تتضمن الانتهاء “من وضع خطة التعويض الإيكولوجي” كجزء من التقييم البيئي والاجتماعي للمشروع. وتتضمن إعادة التشجير والحد من مخاطر الحرائق، والانتهاء “من وضع ترتيبات التشغيل والصيانة” و”تواجد المقاول في موقع العمل” في الرابع من سبتمبر. وتبلغ كلفة المشروع 617 مليون دولار، بينها 474 مليوناً من البنك الدولي. وكان سيصبح ثاني أكبر سدود لبنان على أن تصل قدرة استيعابه إلى 125 مليون متر مكعب ستتجمع في بحيرة تقارب مساحتها 450 هكتاراً. ولكن هذه البحيرة ستحل محل الأراضي الزراعية. Thumbnail ولم يرفع الناشطون وأهالي المنطقة الصوت عالياً فقط خشية على الزرع وعلى أراضيهم، بل خوفاً من أن يحرك الصدع الزلزالي الذي يمر من المنطقة والذي تسبب عام 1956 بزلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر. وطمأن البنك باستمرار المعارضين مؤكداً وجود مشاريع لإعادة التشجير قرب المنطقة، كما أكد دائماً اتخاذ الإجراءات لتفادي مخاطر زلزالية. وبعد سنوات من التحركات ضد المشروع، أعاد الحراك الشعبي الذي شهده لبنان لأشهر عدة منذ 17 أكتوبر، الروح في الحملة المعارضة لبناء سد بسري. وجرى تنظيم العديد من التحركات من اعتصامات وتظاهرات وحتى اقتحام لموقع المشروع. وقال رولاند نصور، المنسق العام لـ”الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري”، “سقطت اليوم صفقة من صفقات الفساد في البلد”، مشيراً إلى أن المشروع “كان تحوّل ومع تزايد الغضب الشعبي إلى عبء على البنك الدولي، فكان لا بد أن ينسحب منه”. واعتبر أيدي عقل، صاحب أرض استملكتها الدولة دون رضاه في منطقة بسري لبناء السد، أن “القرار بالطبع أمر إيجابي، لكن معركتنا المقبلة تتمثل في استرداد أراضينا من الدولة”، مضيفاً “إنه بالطبع بصيص أمل، لكن لا أحد يعرف ماذا تخبئ له الدولة”. أما جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية، والذي كان من أبرز مؤيدي المشروع فكتب على تويتر “سيأتي يوم تطالب فيه لبنان ومعها كل أهالي بيروت وجزين وصيدا والشوف وبعبدا وعاليه بتمويل سدّ بسري”، مضيفاً “ستظهر الحاجة للمياه، عندها لن ينفع البكاء، ولن يجدي إلّا تأمين قرض جديد لنعود إلى نفس السدّ”. ويأتي قرار إلغاء المشروع في وقت يشهد لبنان أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع ووضع معيشي صعب إلى انفجار مرفأ بيروت المدمر الذي تسبب بخسائر اقتصادية تتراوح قيمتها بين 6.7 و8.1 مليار دولار، وفق تقديرات البنك الدولي.

مشاركة :