أنقرة - نقلت وسائل إعلام تركية أن أنقرة بادرت بإرسال قوات إضافية إلى حدودها مع اليونان، في تصعيد جديد للتوتر مع أثينا، لكن مراقبين سياسيين يلفتون إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد لا يخطط لمواجهة مباشرة مع اليونان، وأن الأمر لا يتجاوز الاستعراض العسكري لفرض تنازلات من اليونان والاتحاد الأوروبي. وذكرت وسائل إعلام تركية أن فوجا من الدبابات غادر مواقعه قرب الحدود السورية متجها نحو ولاية أدرنة الحدودية مع اليونان، وأن 40 دبابة تم نقلها من قضاء ريحانلي قرب الحدود السورية، إلى ميناء مدينة إسكندرون ليتم نقلها إلى أدرنة عبر قطار لشحن البضائع. ويتزامن هذا التّحشيد مع تصريحات جديدة للرئيس التركي يقول فيها إن بلاده مستعدة لأيّ سيناريو والنتائج المترتبة عليه، بما يوحي إلى الاستمرار في التصعيد إلى الآخر. نيكوس أناستاسيادس: تركيا تعرّض استقرار المنطقة برمتها إلى الخطر نيكوس أناستاسيادس: تركيا تعرّض استقرار المنطقة برمتها إلى الخطر وقال أردوغان إن بلاده مستعدة لكافة أشكال التقاسم العادل للثروات شرق المتوسط، وأنهم (في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي) “سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها”. وبالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها ستجري تدريبات عسكرية قبالة قبرص ابتداء من الأحد. وقالت الوزارة في بيان إن التدريبات، التي يطلق عليها اسم “عاصفة البحر المتوسط”، ستستمر حتى يوم الخميس وستجرى بالاشتراك مع عناصر من شمال قبرص الخاضع للإدارة التركية. وذكر البيان أن التدريبات السنوية تهدف إلى “تحسين التدريب والتعاون و القدرة على العمل المشترك” بين البر الرئيسي التركي وقيادة القوات في شمال الجزيرة المقسمة. وأضاف البيان أن عناصر من القوات الجوية والبحرية والبرية ستشارك في التمرين الذي يشمل عمليات محاكاة لهجوم جوي وعمليات بحث وإنقاذ أثناء القتال. وندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الجمعة بـ”عدوانية” تركيا ودعا إلى إجراء محادثات لحلّ خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذرا من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقال أناستاسيادس إن جزيرته المجزأة تواجه “وضعا خطيرا للغاية” ودان أنقرة لما اعتبره “استفزازات” و”انتهاكات للقانون الدولي” تخرق “المنطقة الاقتصادية الحصرية” لقبرص. وحذّر من أن أنقرة “تعرّض استقرار وأمن المنطقة برمّتها إلى الخطر”. ويرى المراقبون أن تركيا تستفيد من رخاوة الموقف الأوروبي لتستمرّ في فرض سياسة الأمر الواقع من خلال الاستمرار في عمليات التنقيب، ومنع اليونان من التحرّك بحرية في مياهها الإقليمية، مشيرين إلى أن اليونان باتت على شفا مواجهة تركيا مدعومة فقط من فرنسا فيما اختار بقية الأوروبيين الرهان على المفاوضات طويلة المدى، وهي الاستراتيجية التي تحبّذها أنقرة للاستمرار في خططها. وشدد وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، السبت، على اعتراض اليونان على تلك التدريبات. وقال دندياس لأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج في اتصال هاتفي إنه يتعين على تركيا اتخاذ خطوات للحد من التوترات في المنطقة. حشد عسكري بحري وبري لتوتير الأجواء حشد عسكري بحري وبري لتوتير الأجواء ولا يزال التوتر شديدا بين تركيا واليونان، الجارتين العضوتين في حلف الناتو، حيث تدّعي كل منهما الحق في التنقيب في نفس الجزء من شرق البحر المتوسط، الذي يُعتقد أنه غنيّ بالموارد الهيدروكربونية. ويجري كلّ من البلدين المتنافسين تدريبات عسكرية في المنطقة حيث من المقرّر أن تقوم سفينة أبحاث تركية، برفقة سفن حربية، بالتنقيب حتى الـ12 من سبتمبر. وعرض الناتو والاتحاد الأوروبي وساطة في النزاع. ومع ذلك لم تؤكد أنقرة وأثينا بعد الدخول في المحادثات . وارتفع منسوب التوتّر بشكل كبير على خلفيّة أنشطة التنقيب التركيّة التي تعتبر كلّ من اليونان وقبرص أنّها تنتهك سيادتهما. وأرسلت تركيا في العاشر من أغسطس الماضي سفينة المسح الزلزالي “عروج ريس” وسفنا حربية إلى المياه المتنازع عليها، بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، في إطار مهمة تم تمديدها ثلاث مرّات. وردّت اليونان بإجراء تدريبات عسكريّة بحرية إلى جانب دول عدّة في الاتحاد الأوروبي على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي.
مشاركة :