خبراء أميركيون: رغبة اللبنانيين في التغيير أقوى من «حزب الله»

  • 9/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلص عدد من المحللين السياسيين الدوليين إلى أن اللبنانيين يخوضون الآن حرباً سياسية شعبية للتخلص من سطوة ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وفسادها المستشري في لبنان، مطالبين الحكومة الأميركية والحكومات الغربية بشكل عام بدعمهم والوقوف بجانبهم لتخليص البلاد من قبضة الميليشيا. وقالت الكاتبة السياسية ساندرا باركر إن أفضل تفسير متوفر حالياً لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 191 شخصاً وجرح الآلاف ويهدد بسحق لبنان اقتصادياً، هو أن الحكومة الفاسدة ومنعدمة الكفاءة سمحت لـ2750 طناً من نترات الأمونيوم بالبقاء في قلب ميناء المدينة دون أي معايير للأمان. وأوضحت في تحليلها على مجلة «ذي ناشونال إنتريست» الأميركية أنه «رغم وجود تحقيق مستمر في الانفجار، لكن لا يتطلب الأمر تحقيقاً لتحديد المسؤول النهائي عن المأساة الطويلة التي يعاني منها لبنان، لقد كشفت سنوات من المخالفات والفساد عن أن الساسة في لبنان، الذين تم تحديدهم على أنهم حزب الله وحلفائه، غير مهتمين برفاهية وحقوق الشعب اللبناني، ما ترغب به هذه الميليشيا هو الإبقاء على قبضتها الخانقة على لبنان وتنفيذ أجندتها الخاصة، ولا شيء بصرف النظر عن هذه الأولويات مهم، مهما كانت النتائج كارثية بقدر ما كانت متوقعة». وعبر الإدارات المتعاقبة، قدمت الولايات المتحدة مليارات من المساعدات إلى القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من حقيقة أن الدبلوماسيين الأميركيين ومجتمع الاستخبارات يعرفون أن قادة لبنان فشلوا في مواجهة «حزب الله» وتحول الجيش اللبناني في الواقع إلى عنصر مساعد للجماعة الإرهابية. وشددت باركر على أن «لبنان بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة، لكن في هذا السياق، لبنان هنا هو الشعب، وليس المتواطئين الراغبين في الإرهاب أو المنتفعين الذين يخشونهم. وبناء على ذلك، يجب أن تتدفق المساعدات الأميركية إلى لبنان حصرياً من خلال المنظمات غير الحكومية التي تم فحصها، والتي لا علاقة لها بالإرهاب أو بالحكومة اللبنانية». وأضافت «يمر لبنان حالياً بنقطة تحول ويواصل اللبنانيون تظاهراتهم الرافضة لبقاء أي من المسؤولين الذين اختارهم حزب الله أو حلفاءه، إن مطالب اللبنانيين للتخلص من حزب الله أقوى من الحركة ومن داعميها، وبالتالي الانضمام إلى مطالب اللبنانيين بتغيير الوضع السياسي الحالي وإيجاد نظام خاضع للمساءلة في بيروت، وعلى كل من يهتم بمستقبل لبنان أن يطالب بتحرير لبنان من قبضة حزب الله وقطع شريان الدعم المالي عنه». ومن جانبها، اتفقت المحللة السياسية «جيسي كابلين» مع باركر في تحليلها للواقع في لبنان، لافتة إلى أن لبنان الخاضع لسيطرة «حزب الله» لا يمكن أن يكون شريكاً جيداً للولايات المتحدة، وإن مساهمة الولايات المتحدة في إنقاذ لبنان ضعيفة جداً، لأنه على الرغم من العلاقة التاريخية بين واشنطن وبيروت، قامت الحكومة الأميركية بشكل تدريجي بتقييد علاقاتها مع البلاد نتيجة لموقف الحكومة المتساهل تجاه نفوذ وفساد «حزب الله» المنتشر في السياسة الوطنية. وقالت «كل تلك الأمور يجب أن تعطي صانعي السياسة الغربيين وقفة، وتؤكد أهمية وقوف الغرب بجانب لبنان واللبنانيين في مسعاهم لاستعادة بلادهم وتأمين استقرارها».

مشاركة :