لأن السعودية من البلدان التي راهنت على التعليم كأحد مكونات تنميتها الرشيدة اختارت أن لا تحرم النشء من نعمة التعليم وفي الوقت الذي تفكر فيه بعض الدول تعود أو لا تعود لأجواء الدراسة انطلقت الدراسة بالمملكة هذه الانطلاقة كانت بعد جهود كبيرة شملت البنية التحتية لعملية التعليم عن بعد من خلال منصة مدرستي بالنسبة للتعليم العام والمتاحة كذلك بالنسبة للتعليم الأهلي مع ترك مجال الاجتهاد لهؤلاء في اختيار ما يرونه مناسبا مع خطهم التعليمي من منصات أخرى علما أن رياض الأطفال تم تجهيز منصة خاصة بهم كما تم إعداد برنامج تدريبي كامل للكوادر التعليمية والإشرافية حتى يتأقلموا مع التقنيات الحديثة من خلال هذه المنصة. تجربة انطلاق العام الدراسي عن بعد استوجب تجهيز ما يكفي من منصة حديثة وما يلزم من طاقة نت تستوعب الإقبال المتزامن على الحصص الدراسية من خلال المنصة الافتراضية والتهيئة والإعداد النفسي والتقني لكل المنتفعين بخدمة التعليم عن بعد.. ككل الكيانات الكبيرة لم تدع الفرصة للتردد أو الوقوع في التذبذب بل كان أن انطلقت السنة الدراسية بكل ثقة في النفس بداية بالسبع أسابيع الأولى في التعليم العام عن بعد ونفس الشيء بالنسبة للجامعة التي سيكون الحضور فيها فقط بالنسبة للحصص العملية على أن يتم إعادة تقييم الوضع بناء على نتائج تجربة الأسابيع الأولى وما يستجد من وضع. علما أن الآلية تتمثل في حضور الطواقم الإدارية والإشرافية بالمدارس طيلة أيام الأسبوع ويكون المعلمين بالفصول الافتراضية ويحضرون بالمدارس يوما واحدا في الأسبوع للتحاور والنقاش قصد التقييم الحيني والتطوير وتقييم الأداء وبالنسبة للطلاب الذين تعذر عليهم دخول المنصة فيكون استقبالهم يوما في الأسبوع هم أو أولياء أمورهم لتقديم مايمكن من دعم وتجاوز النقص الحاصل في التحصيل. العام الدراسي 2020 يعد تحديا حقيقيا لمقاومة الجائحة بالحياة والإيمان بالمستقبل من خلال جيل المتعلمين والمراهنة عليهم.. ولهذا كان للتميز عنوان بقطع المظر عن ارتباكات التأسيس التي تسجل في سجل النجاحات وهذا ما يميز التعليم السعودي المعاصر الذي يراهن على الحداثة والتعلم المكثف قصد بناء أجيال واعدة بمستقبل مشرق. السعودية خلال كورونا وقبلها كانت متميزة ومشعة كونية وجاءت محطة العودة المدرسية لتؤكد للعالم والتاريخ أنها كيان عملاق يحق لنشئها أن يفخر بقيادتها الرشيدة.
مشاركة :