مستشار رئيس الوزراء البلجيكي السابق والمتحدث باسمه، كويرت ديبيوف:- تركيا محقة في اعتراضاتها على الخريطة التي وضعتها اليونان بخصوص الحدود في شرق المتوسط. - الخريطة تمنح تركيا منطقة اقتصادية صغيرة مقارنة بالشريط الساحلي الطويل الذي تمتلكه على البحر المتوسط- التحركات الأوروبية واليونانية لن تدفع تركيا إلا نحو تعزيز موقعها في البحر المتوسط- عقب تصاعد التوتر في المنطقة سيجنح الاتحاد الأوروبي إلى العودة لاتباع القواعد القانونية المتعارف عليها. - أحد أسباب عدم الاستقرار في ليبيا لسنوات هو أن فرنسا وإيطاليا تدعمان أطرافًا مختلفة في الصراع لأسباب اقتصادية- خسارة خليفة حفتر على الأرض أغضبت فرنسا ودفعتها لتبني خطاب أكثر عدوانية تجاه تركيا في البحر المتوسط. قال كويرت ديبيوف مستشار رئيس الوزراء البلجيكي السابق والمتحدث باسمه، إن الخريطة التي وضعتها اليونان للدفاع عن طروحها حول شرق المتوسط "ليست عادلة" وفي مقابلة أجرتها الأناضول معه، يضيف ديبيوف الذي يترأس تحرير موقع (EUobserver) الإخباري ومقره بروكسل، أن "تركيا محقة في اعتراضاتها على الخريطة التي وضعتها اليونان بخصوص الحدود في شرق المتوسط. وتشهد منطقة شرق المتوسط توتراً إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية. وترفض أثينا التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل. واشتعل فتيل الأزمة والتوتر شرقي المتوسط، لأول مرة، عندما عقدت أثينا اتفاقات دولية لاستغلال الثروات الطبيعية في جزيرة قبرص، متجاهلة كافة الحقوق القانونية والشرعية للجانب التركي في شمالي المنطقة. ووفقًا لأحلام اليونان الموضحة بـ"خريطة إشبيلية"، فإن سيادة تركيا ستقتصر على خليج أنطاليا. ورسمت أثينا منطقة نفوذ بحرية تبلغ 40 ألف كيلو متر مربع من جزيرة ميس، البالغة مساحتها 10 كيلو مترات مربعة، وتبعد عن منطقة كاش في أنطاليا (جنوبي تركيا) 2 كيلو متر، وعن اليونان 580 كيلو مترا. ويشير ديبيوف الذي يُجري أبحاثًا حول السياسة الخارجية في جامعتي "أكسفورد" و"فريجي"، إلى أن الخريطة التي وضعتها اليونان "تمنح تركيا منطقة اقتصادية حصرية صغيرة، مقارنة بالشريط الساحلي الطويل الذي تمتلكه على البحر المتوسط". ** دعم الاتحاد الأوروبي وحول الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لليونان والجانب القبرصي الجنوبي بحجة عضوية البلدين في الاتحاد يقول ديبيوف، إن هذه التحركات "لن تدفع تركيا إلا نحو تعزيز موقعها في البحر المتوسط، وأن هذا الوضع سيؤدي إلى تصاعد التوتر في المنطقة". ويضيف أن "تصاعد التوتر في المنطقة سيدفع الاتحاد الأوروبي إلى العودة لاتباع القواعد القانونية المتعارف عليها في مثل هذه القضايا، في الوقت الذي تدعو فيه تركيا إلى تحكيم عادل في قضية شرق المتوسط". ويلفت ديبيوف، إلى أنه "في السنوات الأخيرة، أقامت دول في الاتحاد الأوروبي معسكرات في البحر المتوسط، وأرسلت سفنا حربية أو طائرات إلى المنطقة". ويردف أن "هذا الوضع أدى إلى زيادة التوتر بشكل خطير للغاية، من أجل تحقيق انتصارات على طاولة المفاوضات". ويرى ديبيوف، أن تصاعد التوتر في شرق المتوسط، واتخاذه منحى تسيطر عليها التوترات العسكرية، بدلاً من الاحتكام إلى طاولة المفاوضات، "سيدفع بالمنطقة إلى هاوية هي أبعد ما تكون عن السلام والاستقرار، اللذين تحتاجهما المنطقة". ** الخطاب العدواني لفرنسا ويشير ديبيوف، إلى أن "إرسال كل من فرنسا، ودولة الإمارات العربية المتحدة طائرات وسفن حربية إلى شرق المتوسط، وزيادة الحشود العسكرية التركية والمصرية يشكل خطرًا كبيرًا على الوضع في ليبيا". ويقول إن "أحد أسباب عدم الاستقرار في ليبيا لسنوات هو أن فرنسا وإيطاليا تدعمان أطرافًا مختلفة في الصراع لأسباب اقتصادية في الغالب، على أمل انتزاع عقود النفط". ويضيف ديبيوف: "لقد لعبوا هذه اللعبة منذ سنوات وهي تضر المصالح الليبية، فخليفة حفتر المدعوم من فرنسا يخسر على الأرض، لذلك تشعر فرنسا بالتهديد والغضب". ويرى أن "هذه الخسائر التي مني بها حفتر هي ما يدفع فرنسا لتبني خطاب أكثر عدوانية تجاه تركيا في البحر المتوسط". ويعتبر ديبيوف، أن الاتحاد الأوروبي "يعاني من الانقسام حول العديد من القضايا المماثلة، لكنه يتخذ موقفًا رسميا باعتباره اتحادًا". ويشير إلى أنه ومن خلال متابعته السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فإن "ما يحدث في ليبيا هو في الواقع معضلة الاتحاد". ويقول ديبيوف: "كان هناك دائمًا مثل هذه المآزق داخل الاتحاد الأوروبي. على سبيل المثال، لن يستطيع الاتحاد فعل أي شيء على أرض الواقع حيال ما يحدث في ليبيا، سوى القول إنه يدعم رسميًا حكومة فائز السراج، وإنه لا يريد مزيدًا من المهاجرين". ** الناتو لا يدعم فرنسا واليونان وحول موقف حلف شمال الأطلسي، يقول ديبيوف، إن "الناتو موجود أيضًا في شرق المتوسط، وهو لا يتخذ أي مواقف محابية لفرنسا ومناهضة لتركيا". ويضيف: "في رأيي، هذا يعني أن فرنسا وحتى اليونان تبالغان في الحديث عن دعم تحظيان به من الناتو (..) هكذا قرأت ما حدث". ويردف ديبيوف: "لا أرى دعمًا لليونان وفرنسا في الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وإذا تصاعدت التوترات أكثر فسيكون من الصعب على دول الاتحاد الأوروبي أن تتحد ضد تركيا على الأقل في الوقت الحالي، وأملنا أن تأخذ ألمانيا بزمام المبادرة". يشار أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ أعلن مساء الخميس عن مبادرة لخفض التوتر. وقال ستولتنبرغ إن أنقرة وأثينا اتفقتا على إجراء مباحثات تقنية لتأسيس آليات لتجنب حدوث مناوشات شرقي المتوسط. وعقب ذلك، شددت الخارجية التركية في بيان على دعمها المبادرة وقالت إنها تنتظر من اليونان الشيء نفسه. لكن اليونان نفت صحة تصريحات ستولتنبرغ حول موافقتها على إجراء محادثات مع تركيا، بوساطة من "الناتو". وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن "المعلومات المنشورة التي تزعم أن اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء محادثات فنية لتهدئة التوترات في شرق المتوسط لا تتفق مع الواقع". ورد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على ذلك بأن اليونان لا تؤيد الحوار بشأن الوضع شرقي البحر الأبيض المتوسط، وأن فرنسا هي المحرض الأكبر لها. ** الحل السياسي والقضاء ويرى ديبيوف، أنه "يتعين على الأمم المتحدة التدخل من أجل حل الخلاف القائم بين اليونان وتركيا عبر المفاوضات". ويقول ديبيوف: "على الأمم المتحدة دعوة اليونان وتركيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات في الوقت الحالي، بهدف عدم خروج المشكلة عن الإطار السياسي والدبلوماسي". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :