أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فطنت لأهمية نشر ثقافة الحوار بين أتباع الدين الواحد لمحاربة الصراعات الطائفية والمذهبية، حيث دعا خادم حرمين الشريفين لإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية في المدينة المنورة لتعرّض المسلمين لكثير من التغطيات الإعلامية السلبية، وخصوصًا الغربية بسبب أعمال قلة ممن ينتسبون للإسلام، مما أفرز ظاهرة أطلق عليها الاختصاصيون بظاهرة الخوف من الإسلام (إسلام فوبيا)، ولمحاربة هذه الظاهرة وانطلاقًا من رسالة المملكة الهادفة إلى تعريف العالم بصورة الإسلام النقي الداعي للسلام والتآخي عن طريق الحوار مع الآخر المختلف بالحكمة والموعظة الحسنة، ولجعل ثقافة الحوار التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الشأن عملا مؤسسيًا، فقد تم في العاصمة النمساوية فيينا افتتاح مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين الثقافات والأديان، إيمانًا منه رعاه الله بأن تعزيز التعاون المشترك هو الطريق الأمثل في مواجهات التحديات، التي تمر بها منطقة الخليج العربي، وبنظرته الثاقبة، فقد دعا من خلال إعلان الرياض إلى الانتقال من مرحلة التعاون بين دول الخليج إلى مرحلة الاتحاد لتشكل دول مجلس التعاون كيانا واحدا ولتحقق الخير والتكامل، استجابة لتطلعات مواطني دول المجلس، وقد لاقت دعوة خادم الحرمين الشريفين استحسان قادة المجلس. وأضاف وزير الثقافة والإعلام خلال كلمته في حفل افتتاح ملتقى الشباب الإعلامي الخليجي، الذي انطلق صباح أمس في مقر جريدة عكاظ: يسعدني أن أكون بينكم في هذا الملتقى المميز بحضور نخبة من المشاركين في فعالياته وبموضوعاته المطروحة للنقاش من خلال محاوره المتعددة وأرحب بكم في بلدكم المملكة العربية السعودية وأدعو الله عز وجل أن يكلل ملتقاكم هذا بالنجاح والتوفيق، وهي فرصة ثمينة أتاحتها لنا صحيفة عكاظ ممثلة في رئيس تحريرها الدكتور هاشم عبده هاشم للالتقاء بكم في تجمعكم كشباب إعلامي خليجي ويمني نعول عليه كثيرًا للنهوض بالعمل الإعلامي في المستقبل، وللتعارف فيما بينكم وتبادل الخبرات. وأشار إلى أن منطقتنا العربية تتعرّض للكثير من المؤامرات الهادفة لتقويض أمنها وسلامتها وشغلها في دوامة من الصراعات التي لا تنتهي ووظفت القوى المعادية كل ما في جعبتها من شرور لجعل المنطقة تعيش في دوامة صراع دائم واتخدت لتأجيج هذا الصراع كل الوسائل بما فيها تشجيع الصراع المذهبي والطائفي ومن المؤسف أن بعض أتباع الدين الواحد انجرّوا وراء هذه الصراعات والكثير منهم يجهل الهدف والقلة الباقية اُستخدمت كأداة أنيط بها تنفيذ أجندة قوى الشر والضلال لإشاعة الخراب والإرهاب الذي أضر بالكثير من البلاد والعباد، ولقد كان من أسباب نجاح هذه الصراعات في تنفيذ مخططاتها هو غياب ثقافة الحوار التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر المتباينة في شؤون الحياة، ولهذا فطنت قيادة المملكة لأهمية نشر ثقافة الحوار بين أتباع الدين الواحد لمحاربة الصراعات الطائفية والمذهبية.. واختتم الدكتور خوجة كلمته قائلا: من أهم سمات عصرنا الحالي هو التطور غير المسبوق في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومع التطور المستمر في تكنولوجيا إيصال المعلومة تغيّرت كذلك آلية إيصالها في الإعلام الجديد، الذي يفضّل البعض أن يطلق عليه مصطلح الإعلام البديل من الصورة التقليدية المكونة من (رسالة، ومرسل، ووسيلة) ومستقبل ومراحله المختلفة اختلطت مع بعضها البعض وتغيّر ترتيب مراحلها وأصبح للمتلقي دور محوري في عملية الاتصال، والذي اصطلح عليه بالتفاعلية، ومع هذه التطورات التكنولوجية والكيفية التي أضحت عليها آلية عمل الرسالة الإعلامية، ومع انتشار استخدام الفضاء الالكتروني (ٍSpace Cyber سايبر سبيس) وتطبيقاته في وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل، فلسوء الحظ فإن البعض لم يُوفق في استعمال هذه التقنيات الحديثة سواء كان بقصد أم خلاف ذلك، ويكمن سوء الاستخدام هذا بسبب الفهم الخاطئ لدى البعض والمتمثل في أن العالم الافتراضي يسمح لمستخدمه استعمال كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للتعبير، وهو أمر ينافي الواقع فالعمل الإعلامي الناجح يجب أن ينطلق من فهم مستنير للحرية المسؤولة، الحرية التي تضع في اعتبارها مصلحة المجتمع فوق أي مصلحة أخرى، حرية مرتبطة بثوابت المجتمع الدينية والاجتماعية، حرية تؤمن بالعقد الاجتماعي وبأن حرية الفرد يجب أن لا تتصادم مع حرية الجماعة وأهدافها وقناعاتها المشتركة، حرية تقرّب وتجمع ولا تقصي، حرية تحارب الإرهاب والتطرّف وإقصاء الآخر والمذهبية والنعرات القبلية والطائفية، فالإعلام المستنير من أهم مميزاته أنه يعمل كمرآة تعكس ما يدور في المجتمع من حراك بمهنية واحترافية تتفاعل مع قضايا المجتمع ويعطيها ما تستحق من دراسة وتحليل يهدف في المحصلة النهائية لتحقيق الصالح العام بعيدًا عن الفوضى، التي نرى نتائجها في كثير من الدول التي كان أحد أسبابها المباشرة هو سوء استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج الناس وأدت في نتائجها إلى فوضى عارمة وعدم استقرار، وكلنا نشاهد نتائج سوء الاستخدام هذا من خلال ما تنقله لنا وسائل الإعلام على مدار الساعة من اضطرابات لا نهاية لها. حضر الحفل رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري، وأمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان، ورئيس تحرير جريدة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم وجمع من إعلاميي الدول الخليجية. وشهد الملتقى ورشة عمل بعنوان: «دور الإعلام الخليجي في تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي» من خلال عمل شباب الإعلام في تحقيق الاتحاد الخليجي، وذلك من خلال ثلاثة محاور، الأول: «معوقات التكامل الخليجي وسبل تخطيها»، وأدار الحوار محمد المختار الفال، وشارك في هذا المحور كل من: زكريا حزام وسلمان المقرمي (اليمن)، وعلي الظاهري (عمان)، وإبراهيم شكر الله (الإمارات)، وراشد الغائب ومصطفى نور الدين (البحرين)، وعادل عبدالرحمن وعبدالهادي المالكي (السعودية). وكان المحور الثاني حول: «دور الإعلام المطبوع في بناء رأي عام داعم لفكرة الاتحاد كخيار مستقبلي وحيد»، وأدار الحوار الدكتور محمد الحربي، وشارك فيه كل من: خميس السلطي وأحمد الجهوري وفيصل سالم السعيدي وأسامة الفضلي (عمان)، ويعقوب علي (الإمارات)، وإبراهيم الزياني (البحرين)، وعبدالعزيز النصافي وعبدالله الفيفي (السعودية). وجاء المحور الثالث بعنوان: «استثمار الإعلام المرئي والإلكتروني في خدمة الاتحاد الخليجي كخيار مستقبلي أمثل»، وأدار الحوار هاشم الجحدلي، وشارك في هذا المحور كل من: خالد الحضرمي وبلال عبده (اليمن)، وطارق العيدان وعبدالله المجادي وحمد العبدلي وعبدالله البالول (الكويت)، وعبدالله المهندي وسعود الشمري وجابر المري (قطر)، أحمد الكناني ووليد العمير (السعودية). المزيد من الصور :
مشاركة :