منحت ألمانيا، التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، ما يشبه المهلة لروسيا، لتقديم توضيحات بشأن قضية تسميم المعارض اليكسي نافالني بمركب «نوفيتشوك»، الذي تتهم الأجهزة الأمنية الروسية باستخدامه ضد الخصوم. وفي اتهامات تعد الأشد من قبل برلين حتى الآن، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن هناك «مؤشرات عدة تدل على وقوف روسيا خلف عملية التسميم»، موضحا أنه «عثر في الماضي على المادة القاتلة التي تم تسميم نافالني بها في أيدي السلطات الروسية. لا يحظى إلا قلة من الناس بالقدرة على الوصول إلى نوفيتشوك، واستخدم هذا السم من قبل أجهزة روسيا السرية في الهجوم على العميل السابق سيرغي سكريبال»، الذي تعرض لحادثة مشابهة في مدينة سالزبري البريطانية عام 2018. وقال ماس، الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، «في الأيام القليلة المقبلة إذا لم يساهم الجانب الروسي في توضيح ما حدث فسنضطر إلى مناقشة الرد مع شركائنا»، مشيرا الى أنه إذا تقرر فرض عقوبات فلا بد أن تكون «محددة» الاهداف. ولم يستبعد ماس اتخاذ خطوات على صلة بمشروع «نورد ستريم 2» لخط أنابيب الغاز، ومن المفترض أن يوصل المشروع المثير للجدل، والذي تبلغ كلفته 10 مليارات يورو، الغاز الروسي إلى أوروبا، لكنه قوبل بانتقادات شديدة من الولايات المتحدة. وفي موسكو، اتهمت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا السلطات الألمانية بالفشل في الاستجابة لطلب أرسله الادعاء العام بروسيا في 27 اغسطس، مضيفة: «عزيزي السيد ماس، إذا كانت الحكومة الألمانية صادقة في بياناتها، فعليها إذا أن تكون مهتمة بتحضير رد على طلب مكتب المدعي العام الروسي في أقرب وقت ممكن». وأردفت زاخاروفا: «لا نزال حتى الآن غير متأكدين إن كانت ألمانيا تلعب لعبة مزدوجة. أين العجلة التي تصرّون عليها؟ عبر عدم إرسال ردها، تعطّل برلين عملية التحقيق التي تدعو إليها. فهل الأمر متعمد؟». ودعا السفير الأوكراني في ألمانيا أندريج ميلنيك الى حظر استيراد الغاز الطبيعي والنفط من روسيا لمدة ثلاثة أشهر، كرد فعل على تسميم المعارض الروسي، معتبراً أن وقف بناء خط أنابيب «نورد ستريم 2»، الذي دعا إليه بعض الساسة الألمان، ليس كافيا. وأوكرانيا من معارضي «نورد ستريم 2»، لأنها تستفيد من توريدات الغاز الطبيعي الروسية إلى أوروبا، من خلال تحصيل رسوم العبور من موسكو. بدوره، وجّه وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس، انتقادات حادة لروسيا، وطالبها بتقديم إيضاحات. وقال لودريان: «إنه وضع خطير. هذا معارض روسي آخر يتعرض للتسميم على أرض روسية بمنتج عسكري روسي. لذلك نقول للروس: حدثونا عن ذلك... نريد تفسيرات». وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أمس، إن على الكرملين تفسير كيفية تعرض نافالني للتسميم بغاز الأعصاب «نوفيتشوك». وقال راب إنه سواء كانت أجهزة الدولة الروسية ضالعة في الواقعة أم لا، فموسكو ملتزمة بضمان عدم استخدام أسلحة كيماوية على أراضيها. تظاهرات حاشدة ضد لوكاشينكو نزل عشرات آلاف الأشخاص مجدداً الى شوارع مينسك أمس للتعبير عن معارضتهم لإعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشينكو الذي يتبنى لهجة تزداد تصلبا ولا يبدو أنه سيتراجع في مواجهة حركة احتجاج تاريخية ونجح في الوقت نفسه في الحصول على دعم موسكو التي كانت مترددة في البداية. ورغم التعب والملل من رئيس دولة يرفض أي حوار، تتدفق حشود ترفع أعلام المعارضة من مختلف أحياء عاصمة بيلاروسيا إلى وسط المدينة حيث نشرت قوات أمنية كبيرة مزودة بخراطيم مياه وآليات مصفحة، وكذلك قوات للجيش حول العديد من المباني المهمة. كما أغلقت محطات المترو بأسلاك شائكة لكن ذلك لم يمنع المجموعات الأولى من المتظاهرين من التوجه إلى وسط العاصمة. من جهتها، قالت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا اللاجئة في ليتوانيا في رسالة فيديو قصيرة «تذكروا أننا أقوياء مادمنا متحدين». وفي الصورة متظاهرة بمواجهة الأمن في مينسك أمس
مشاركة :