انتهاء أعمال البحث عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت

  • 9/7/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت أعمال البحث عن ناجين محتملين تحت ركام مبنى في منطقة مار مخايل شرقي بيروت بعد شهر من انفجار ميناء المدينة المدمر، إلى قصة أمل تمسك به اللبنانيون، وتابعوا تطوراتها على مدى 3 أيام متتالية.لكن هذه القصة لم تصل إلى خواتيمها السعيدة بعد إعلان رئيس فريق البحث التشيلي، أنه لم يعثر على أي جثة أو شخص حي بعد مسح أكثر من 95% من المبنى المدمر في العاصمة اللبنانية.إعلان جاء وقعه كالصاعقة على اللبنانيين الذين يشعرون أصلاً بفقدان الأمل في البلد، الذي دمرت ثلث عاصمته من جراء الانفجار الهائل، الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي، وأسفر عن 191 قتيلاً وأكثر من 6500 مصاب و سبعة مفقودين وتشرد 300 ألف من سكان بيروت تدمرت أو تهدمت مساكنهم كلياً أو جزئياً.فمنذ ظهر الخميس الماضي، وأعمال البحث ورفع الأنقاض مستمرة على مدار الساعة وسط ترقب شديد، حتى إن بعض المشاركين فيها لم ينم طوال تلك الفترة بانتظار انتهاء أعمال البحث.وأعطت الكلبة المدربة «فلاش»، التابعة للفريق التشيلي، إشارة بوجود رائحة بشرية فوق ركام أحد المباني، مما دفع الفريق بمساعدة الدفاع المدني اللبناني للعمل في تلك النقطة، بحثاً عن ناجٍ محتمل.ورصدت أجهزة حرارية متطورة يستخدمها الفريق التشيلي ما يعتقد أنها «نبضات قلب» تحت ركام المبنى في شارع مار مخايل، لتتواصل الأعمال على الرغم من الآمال الضئيلة بالوصول إلى نتيجة.ولعب ناشطون وعدد من الأفراد دوراً أساسياً في الضغط على السلطات لاستكمال البحث ليلاً، بعد قرار بوقف العمل مؤقتاً ليل الخميس.لكن البحث عن «نبض بيروت»، كما أطلق عليه في لبنان، انتهى تقريباً، بعد إعلان الفريق التشيلي عدم تمكنه من إيجاد أي جثة أو ناج من تحت أنقاض المبنى المدمر.وقال العديد من اللبنانيين إن انتهاء أعمال البحث في المبنى المدمر في مار مخايل أصابهم بانكسار كبير، وزاد من خيباتهم الكثيرة في البلد.بينما شكر الآلاف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الفريق التشيلي الذي عمل بشكل استثنائي مستخدماً كل الوسائل المتاحة للوصول إلى الناجي المحتمل تحت الركام.وانتقد بعضهم «سخرية بعض مناصري أحزاب السلطة من أعمال فرق الإنقاذ والاهتمام الذي حظي به الكلب المدرب فلاش خلال الأيام الأخيرة»، معتبرين أن «بعض اللبنانيين يعيشون في كوكب آخر ولا ينفكون عن الدفاع عن زعمائهم ومصالحهم.. لا أكثر».والفريق التشيلي الذي حضر إلى لبنان للمساعدة على الإنقاذ والإغاثة، يتكون من 14 منقذاً وكلبة مدربة تدعى فلاش.وعناصر الفريق أعضاء في منظمة توبوس تشيلي المتخصصة بأعمال الإنقاذ البشرية بعد الكوارث. ولها سجل كبير في أعمال الإنقاذ في تشيلي والمكسيك وعدد من الدول.ووصل الفريق إلى لبنان في 24 أغسطس الماضي بدعوة من إحدى المنظمات غير الحكومية في لبنان، وتحمل الفريق تكاليف السفر. ولم تعط السلطات اللبنانية الإذن بالمشاركة في أعمال الإغاثة إلا بعد 8 أيام من وصوله إلى بيروت.ويملك الفريق التشيلي، تجهيزات متطورة، كآلات المسح والكشف وآلات لتقصي أي أثر لنبض أو تنفس، إضافة إلى أخرى تساعد على تقييم الأضرار واحتمالات سقوط الأبنية.وساعد خبير فرنسي، والدفاع المدني اللبناني، عناصر «توبوس» في البحث ورفع الأنقاض لمدة 3 أيام متواصلة.وكشف الانفجار عجز الدولة عن تقديم الخدمات، وفي إدارة الكوارث، ليتركز العمل والتطوع على الأفراد والمجموعات والمبادرات الفردية والمدنية.حتى إن بعض النشطاء قاموا باستئجار رافعة في الليلة الأولى لعمل فريق الإنقاذ التشيلي، بعد تعذر الحصول على رافعة من جانب السلطات الرسمية.وقال نشطاء إن قصة الفريق التشيلي، أثبتت ضرورة التمسك بالحياة والتضامن الإنساني في بلد يتداعى فيه كل شيء.

مشاركة :