دعاية صينية تصور ووهان ضحية لتفشي كورونا | | صحيفة العرب

  • 9/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ووهان (الصين) - تحاول بكين إعادة رسم صورة مدينة ووهان كضحية واجهت بشكل بطولي فايروس كورونا لا كمصدر له، في وقت تتراجع فيه ثقة العالم بالصين. وتنعكس حملة العلاقات العامة في التصريحات اليومية التي يدلي بها المسؤولون الصينيون والتغطية المكثّفة لوسائل الإعلام الرسمية التي تروّج لووهان “المولودة من جديد” وتشيد بجهود الصين للسيطرة على الوباء والتعافي الاقتصادي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة صعوبات في احتوائه. وبلغت الحملة ذروتها الأسبوع الماضي عندما استقبلت المدارس الابتدائية الصينية التلاميذ وسط ضجة إعلامية كبيرة، كما استضافت ووهان مدراء تنفيذيين من عشرات الشركات متعددة الجنسيات، في جولة منظمة في وسط الصين. وقال المسؤول الصيني لين سونغ تيان للمدراء التنفيذيين “هناك عدد قليل من الأماكن في العالم اليوم التي لا تحتاجون إلى وضع كمامة أثناء تواجدكم فيها وحيث يمكن التجمع”، مشيرا إلى أن ووهان واحدة من تلك الأماكن. إلا أن هذه النسخة من الرواية لا تشير إلى أن سوقا في ووهان يبيع الحيوانات البرية الحية كأغذية كان المركز المحتمل لانتشار الوباء نهاية العام الماضي. وطرح وزير الخارجية الصيني في 28 أغسطس خلال رحلة لأوروبا فرضية أن الفايروس ربما لم يبدأ في الصين. ويظهر الدافع وراء تلميع صورة ووهان أن الصين تدرك الضرر الذي ألحقه كوفيد – 19 بسمعتها وتريد الاستفادة من انتعاشها الناجح نسبيا لمواجهة التحديات الدولية المتزايدة. وتواجه الصين انتقادات من الخارج بسبب الفايروس ويُتّهم مسؤولو ووهان بمحاولة إخفاء مسألة انتشار الفايروس. تضاف إلى ذلك التنديدات الدولية لإحكام بكين قبضتها على هونغ كونغ وسط موقف دولي أكثر عدوانية بشكل عام. الرواية الصينية لا تشير إلى أن سوقا في ووهان يبيع الحيوانات البرية الحية كأغذية كان المركز المحتمل لانتشار الوباء وقال المحلل كيلسي بروديريك من مجموعة “أوراسيا غروب”، “تريد بكين أن تكون الرواية على هذا الشكل: لقد تعاملنا مع الوباء ويمكننا مساعدتكم في التعامل معه ونأمل أن نكون أول من سينتج لقاحا فعالا”. وقالت يون جيانغ مديرة مركز السياسة الصينية في الجامعة الوطنية الأسترالية “إن الاستجابة الأميركية المثيرة للجدل للوباء توفر بداية واضحة”. وتابعت “حقيقة أن الولايات المتحدة لا تقوم بما فيه الكفاية فحسب بل تفعل أيضا أمورا تتعارض مع المصالح الأميركية، هي مساعدة كبيرة للصين”. ولم يتم الإبلاغ عن أي عدوى محلية منذ أشهر. كما عادت الاختناقات المرورية وتكدس المتسوقين في مراكز التسوق واكتظاظ رواد المطاعم في الهواء الطلق لتناول طبق جراد البحر الحار المميز في المدينة. أما الكمامات فتُرخى على الرقبة أو يتم التخلي عنها تماما. وظهرت الثقة المتزايدة في الانتصار على الوباء خلال تجمع الآلاف من الأشخاص في حوض للسباحة في ووهان الشهر الماضي بلا كمامات، ما أدى إلى اتهامات خارجية بالتهور، لكن لا ينعم كل سكان ووهان بهذه الإيجابية. ويعرب العديد من قاطني المدينة عن قلقهم المستمر بشأن عدم التخلص بشكل كامل من الوباء والخوف من تفشي أمراض جديدة. وقالت يي تشينهوا (51 عاما) التي تبيع التوفو من كشكها في سوق ووهان “الاقتصاد تراجع، حتى أن فائدة القدوم إلى العمل مشكوك فيها”.

مشاركة :