دعا البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، رئيس الوزراء المكلف، مصطفى أديب، إلى تشكيل حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهلة وقوية، توحي بالجديّة والكفاءة والأمل للبنانيين. واعتبر الراعي، أن «الزمن المصيري الذي يعيشه لبنان، يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصة فيها لمنافع، ولا هيمنة فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطل عملها وقراراتها، بل يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق ورشة الإصلاح الفعلية، وتحيد لبنان عن الصراعات، وتعيد للناس ودائعهم الـمصرفية، تنقذ العملة الوطنية، تستقطب المساعدات الدولية، تعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقف هجرة العائلات والجيل الصاعد، تسرع في ترميم المنازل ليبيت الناس فيها قبل الشتاء، تؤمن عودة الجامعات والمدارس وتوفر لها المساعدات اللازمة، وإن لم تكن الحكومة بهذه المواصفات فستموت في مهدها». وتمنى الراعي «أن تدخل الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أن سياسة لبنان الخارجية الحياد وعدم الانحياز»، معتبرا أن الحياد هو أمر إنقاذي وجودي للبنان. وشدد الراعي على أنه «لا يمكن أن تستمر الجماعة السياسية في نهجها القديم بعد انفجار مرفأ بيروت، وبعد وصول الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية إلى الحضيض، وبعد 11 شهراً من حراك الثورة، وبعد الشلل الذي ما زالت تسببه جائحة كورونا». إلى ذلك، انتهت أعمال البحث عن ضحايا تحت مبنى دمره انفجار مرفأ بيروت من دون العثور على ناج أو حتى على جثث بعد أيام من الإعلان عن رصد نبضات في المكان، وفق ما أعلن مسؤول في الدفاع المدني اللبناني. وكان فريق من رجال الإنقاذ التشيليّين الذين يساعدون في عمليّات البحث، رصدَ مساء الأربعاء ما قال إنه «نبضات قلب» تحت أنقاض أحد المباني في منطقة «مار مخايل» القريب من المرفأ، وأثارت هذه الأنباء آمال كثيرين لكن ما لبثت أن تضاءلت تدريجياً. وقال مدير العمليّات في الدفاع المدني اللبناني جورج أبو موسى «ليس هناك أي شيء، لم نجد أحداً على قيد الحياة أو ميتا».
مشاركة :