حذر محللون سياسيون أوروبيون من أن مواصلة السماح لميليشيات «حزب الله» الإرهابية، بالهيمنة على الساحة السياسية في لبنان والإبقاء على ترسانتها الهائلة من الأسلحة، يشكلان «خطراً غير مسبوق» على هذا البلد ومواطنيه، وتهديداً بجره إلى مزيد من الصراعات المسلحة. وأكد المحللون أن الحزب هو المسؤول الأكبر عن انهيار لبنان، عبر الممارسات التي دأب عليها، منذ أن ظهر على السطح في مطلع الثمانينيات، كأحد الأطراف المنخرطة في الحرب الأهلية، التي دارت رحاها على مدار نحو 15 عاماً، وقسمت اللبنانيين على أسس سياسية وطائفية كذلك. فتلك الميليشيات ذات الارتباطات الخارجية حرِصَت خلال السنوات القليلة الماضية، على الهيمنة على الحقائب المحورية في الحكومات اللبنانية المتعاقبة، مثل حقيبتيْ الخارجية والصحة، كما تفرض سطوتها على البرلمان، بالتحالف مع قوى سياسية أخرى، مثل «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر»، الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي ميشال عون. ووفقاً للمحلّلين، قاد الدور التخريبي، الذي يضطلع به الحزب، إلى أن يعاني لبنان حالياً «من أزمة هي الأسوأ من نوعها منذ الاستقلال، بعدما أدت سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية، إلى انهيار قيمة الليرة، وشح السلع والمنتجات، وسقوط نصف المواطنين على الأقل تحت خط الفقر، ما أجبر الحكومة على التخلف عن سداد ديونها الخارجية للمرة الأولى في تاريخ البلاد». وازداد الأمر سوءاً في ضوء تفشي وباء كورونا، بالتزامن مع اندلاع الحراك الاحتجاجي الفريد من نوعه، الذي خرج في لبنان منتصف أكتوبر من العام الماضي، للمطالبة برحيل الطبقة السياسية الحاكمة برمتها، وفي القلب منها «حزب الله»، ومواجهة الفساد المستشري، الذي يتحمل الحزب المسؤولية الأكبر عنه. وشدد المحللون، في تصريحات نشرها موقع «مودرن دبلوماسي» الأوروبي المتخصص في تناول الملفات الأبرز على الساحة السياسية الدولية، على أن هذه المعطيات، تؤكد أن الحل الوحيد، الذي يكفل ازدهار لبنان وخروجه من أزماته السياسية والاقتصادية المتفاقمة في الوقت الحاضر، يتمثل في إزاحة هذه الميليشيات الطائفية عن سدة الحكم دون هوادة أو تردد. ونددوا بتجاهل الحزب للأوضاع الكارثية التي يمر بها اللبنانيون، عبر تحريضه لأنصاره على الاشتباك مع المحتجين السلميين في الشوارع، وإحراق خيام الاعتصام والاعتداء عليهم بالهراوات، وإطلاق النار صوب مسيراتهم في بعض الأوقات، خاصة بعدما تصاعد الغضب الشعبي ضده، إثر الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت مطلع الشهر الماضي، وأوقع خسائر بشرية ومادية هائلة. وعزا المحللون تصعيد «حزب الله» أنشطته العسكرية على الحدود الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، إلى محاولته «صرف الانتباه عن الوضع المتردي الذي يسود البلاد حاليا، وإبعاد أنظار اللبنانيين عن ضلوعه في انفجار المرفأ، الذي تفيد الشواهد بأنه ناجم عن تخزين هذه الميليشيات كميات هائلة من «نترات الأمونيوم» إما لنقلها إلى خلايا سرية تعمل لحسابه في دول أخرى أو للاستخدام في هجمات إرهابية داخل لبنان.
مشاركة :