القاهرة – عمر رأفت ولفت إلى أن تركيا ليست قوة عظمى كما يعتقد البعض، مبيناً أنهم ليسوا خائفين منها، وتابع “نحن لا نتراجع تحت نظام التهديدات، ولا نتخلى عن ما هو لنا، عندما يفهمون هذا في تركيا، سيكون لدينا مستقبل جيد وسلمي للغاية، وإن لم يفهموا لسوء الحظ، فسوف يفهمون ذلك بطريقة سيئة”. وتؤكد التصريحات اليونانية أن التصعيد مستمر بين الطرفين بعد زعم الرئيس التركي قوة بلاده السياسية والاقصادية، وأحقيتها بمناطق التنقيب عن الغاز، في حين ترفض أثينا حديثه وتتهمه بالتغول على حدودها، وسيادتها على المنطقة الاقتصادية الخالصة في بحري إيجة والمتوسط، وحقوق التنقيب فيهما. من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، أنه سيتم فرض عقوبات على تركيا خلال الأيام القادمة. ولفت إلى أنه إذا لم تتخذ تركيا خطوات فعلية نحو خفض التصعيد، ستصبح الأمور صعبة للغاية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجلس الأوروبي، محذراً من فرض مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب تنقيبها عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، وفقًا لصحيفة “جريك سيتي تايمز” اليونانية، مضيفاً “لأول مرة لدينا قائمة عقوبات صارمة ويمكن تنفيذها كليًا أو جزئيًا”. واجه وزير التنمية اليوناني أدونيس جورجياديس، لهجة أردوغان التصعيدية بالتأكيد على أن بلاده لا تخشى الدخول في مواجهة مع تركيا، معتبراً أن أردوغان يعيش في عالم من الأوهام ويريد الهروب من أزماته الداخلية بالتصعيد الخارجي. وقال جورجياديس، وفقاً لوسائل إعلام يونانية، إن “أردوغان يعيش الأوهام ويسعى لإحياء الإمبراطورية العثمانية. واليونان قادرة على التصدي لأطماعه”، مشددا على أن أثينا اتخذت استعداداتها لأي مواجهة، وتابع: “لا نخاف تركيا ولن نرضخ للتهديدات”. ويبدو أن خطة أردوغان في الاستحواذ على موارد نفطية شرق المتوسط تواجه المزيد من التعقيد مع لجوء اليونان إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والأمم المتحدة، خاصة أن المنطقة التي بدأت أنقرة التنقيب فيها عن النفط والغاز تقع ضمن الحدود اليونانية بموجب قانون الملاحة الدولي، الأمر الذي يجعل من التحرك التركي فيها مصدراً للقلق. وهذا التصعيد المستفز من أردوغان تجاه اليونان من شأنه تعميق التوتر في المنطقة وينذر بالانزلاق إلى نزاع مسلح مع اليونان وقبرص، ويأتي في أعقاب الإعلان التركي بإجراء مناورة عسكرية، الأحد، شرق المتوسط.
مشاركة :