يتطلب مناخ الأعمال اليوم نوعًا مختلفًا من القادة؛ لأننا نتعامل مع أماكن عمل مختلفة، وكذلك سلالة مختلفة من المتابعين. كانت القيادة في السابق، مناسبة تمامًا للتنظيم الآلي الذي كان يُنظر فيه إلى الموظفين على أنهم تروسٍ في آلة، فكانت الإدارة فقط هي التي تفكر، وعندما أُتيح للمديرين بالتفكير فقط، أصبحنا بحاجة إلى قادة يمكنهم إصدار أوامر بسلطة، وموظفين مستعدين للمتابعة دون سؤال. ويدرك المدراء التنفيذيون الأذكياء حاليًا، أنهم لا يمكنهم الاستمرار في المنافسة أثناء إدارة مؤسسة ميكانيكية؛ لذلك يجب أن يكون لديهم منظمة فكرية؛ ما يعني أن يكون الموظفون- في كل مستوى- قادرين على التفكير بحرية.خصائص القادة الناجحين في هذه السطور، نلقي نظرة فاحصة على أنواع القيادة اللازمة عندما يصبح التعاون هو أرضية العمل الرئيسة، بدايةً من فريق الإدارة العليا، وحتى الفرق ذاتية الإدارة؛ وذلك لتعبئة قوة العمل الجديدة. وفيما يلي أهم خصائص القادة الناجحين لمؤسسات التفكير: يساعدون الموظفين على أن يقرروا بأنفسهم ماذا يفعلون، ولا يفرضون عليهم ماذا يفعلون. يؤدي فكرهم إلى خلق رؤية للمؤسسة، بحيث ينسقون رؤاهم الشخصية مع رؤية الشركة، ويساعدون غيرهم على القيام بنفس الشيء. يتوقعون التميز فيمن حولهم، ويعلنون هذه التوقعات، وعادةً ما يفي فريق العمل بهذه التوقعات. يسمحون لغيرهم بالتحدث، ويستمعون، ويستجيبون، ويرحبون بالأخبار الجيدة والأخرى السيئة من زملائهم؛ إذ لا يستطيعون القيادة بحكمة ما لم يعلموا كافة الأخبار. ولا يمكن لقادة اليوم أن يكونوا حراسًا على الوضع الراهن، بل عليهم تعزيز المناخ الذي يصبح فيه البحث عن جودة أعلى، وأساليب أفضل؛ هو أسلوب حياة؛ وهو ما يتطلب مفكرين مبدعين. التعزيز الإيجابي إذا كُنت ترغب في أن تجعل مؤسستك تفكر بشكل إبداعي في كل مستوى، فاستعن بقادة مفكرين إبداعيين في كل المستويات؛ فمثل هؤلاء القادة لا يصدرون الأوامر فحسب، بل يستخدمون التعزيز الإيجابي للتأثير على الموظفين تجاه السلوكيات التي يريدونها، كما أنهم لا يعزلون أنفسهم عن موظفيهم، ولكن يختلطون معهم، ويسألون عن مشاكلهم واهتماماتهم، ويبحثون عن طرق لمساعدتهم؛ أي إنهم قادة يعززون شعور “الأسرة”. كذلك، لا يزعمون أن لديهم كل الإجابات، بل يطلبون المعلومات والمشورة قبل اتخاذ القرارات، ولا يحاولون أيضًا القيام بكل ذلك بأنفسهم، ولكنهم يستفيدون بشكل كامل من مواهب من حولهم.السعي للتميز إنهم لا يسيطرون على الآخرين، ولكنهم يعاملون موظفيهم وعملائهم باحترام، فضلًا عن أنهم يعتبرون أصحاب المصلحة في المؤسسة، أعضاء في الفريق، ويشجعون على البحث المستمر بخصوص تحسين الأداء، والسعي المستمر للتميز، كما يوفرون البرامج التعليمية والتنموية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.سمات فطرية ولقد عفا الزمن على اعتقاد البعض بأن القادة العظماء يولدون بسمات محددة ولا يصنعونها، فقد سبق وأدت هذه الفكرة إلى ظهور نظرية مفادها أن القادة الجدد يجب أن يتسموا بسمات فطرية؛ مثل: القوة البدنية، والذكاء العالي، والصوت القيادي، والشخصية العدوانية. تعاملت النظريات اللاحقة مع ما يفعله القادة بدلًا مما هم عليه، فكان يُعتقد أن القادة يقودون موظفيهم بأداء وظائف القيادة؛ كالتنظيم، والتحكم، والتوظيف، والتنسيق، لكن في النصف الأول من هذا القرن، تبين أن العمال الذين طوروا عملياتهم الجماعية بأنفسهم باتباع إجراءات غير رسمية، مسترشدين بعاداتهم وتقاليدهم القوية، أصبحوا أكثر إنتاجية من ذي قبل، عندما اتبعوا القواعد واللوائح التي وضعها الرؤساء المعينون. وقد أدى ذلك إلى المفهوم الحديث للقيادة؛ وهو:” عملية تُخلق الإدارة من خلالها بيئة يقوم الموظفون فيها بجهود طواعية نحو الأهداف المشتركة”. والخبر السار، أن المرء لا يجب أن يولد بـ “سمات” معينة لممارسة هذا النوع من القيادة، بل يمكنه تعلُّم هذه المهارة، كما يمكن لرائد الأعمال أيضًا تعليم مهارة القيادة لموظفيه. اقرأ أيضًا: الأمان المادي.. كيف تستعد للغد؟ أساليب التعامل الراقي.. كيف تؤثر فيمن حولك؟ كيف تحافظ على ثباتك الانفعالي؟
مشاركة :