يبدو أن عجلة دوران الصفقات العقارية الكبرى بدأت في الدوران بعد ركود امتد لنحو 7 أشهر، وتحديداً منذ بدء انتشار فيروس كورونا وتراجع الشهية الاستثمارية نحو العقار. وفي هذا الخصوص، علمت «الراي» عبر مصادر مطلعة أن مستثمراً قطرياً تقدّم لشراء قطعة أرض على مساحة 75 ألف متر مربع، تتمتع بموقع مميز على الشريط الساحلي في المنطقة الجنوبية، موضحة أن عرض الشراء المقدم في هذا الخصوص يقارب 62 مليون دينار.وبينت المصادر أن المستثمر القطري سبق وتقدم لشراء قطعة الأرض نفسها من المالك، وهو بالمناسبة رجل أعمال، وذلك قبل بدء تداعيات فيروس كورونا، إلا أن انتشار الجائحة قاد إلى تعطيل المفاوضات المفتوحة في هذا الخصوص، ليعود الحديث عنها إلى الواجهة أخيراً.وفي حين وصفت المصادر الأرض بأنها «عروس البحر» في المنطقة، لموقعها المميّز، توقّعت أن يتجه المستثمر القطري في الغالب إلى استثمار هذه الأرض الضخمة من خلال إنشاء مجمع تجاري أو فندق عليها، في حال تمت صفقة الشراء، موضحة أن خيارات تطويرها متعددة وتصلح من الناحية الاستثمارية لأكثر من خيار تجاري. وقالت مصادر عقارية إن مفاوضات المستثمر القطري مع مُلاك الأرض لا تزال في مراحلها الأولية، موضحة أنه في الوقت نفسه هناك أطراف كويتية مهتمة بالصفقة ودخلت بالفعل على خط التفاوض مع أصحاب الأرض، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في شأن السعر حتى الآن، سواءً مع المستثمر القطري أو الجانب الكويتي.وإلى ذلك، قال أحد الأطراف المطلعة على الصفقة، الباحث الاقتصادي، سعيد توفيقي، إن العرض القطري لشراء مثل هذه الأرض يعكس الأهمية التجارية الكبيرة التي تتمتع بها، منوهاً إلى أن النقاشات مفتوحة حتى الآن مع المستثمر القطري والأطراف الكويتية، حيث بيّن أن الصفقة لا تزال في مرحلة بحث الأسعار.ولفت إلى أن ما يُكسب هذه الصفقة أهمية قصوى أنها من الصفقات الكبرى المعدودة التي يشهدها السوق المحلي بين الحين والآخر، سواءً لناحية السعر الذي يقارب 62 مليون دينار «حتى الآن» أو لجهة المساحة الشاسعة التي تتمتع بها هذه الأرض على الشريط الساحلي في المنطقة الجنوبية، كما أنها تعكس إشارات إيجابية على عودة زمن الصفقات الكبرى، خصوصاً أن الأراضي محل التفاوض يمكن إدراجها ضمن قائمة محدودة جداً من المساحات الكبيرة المتاحة للبيع. وأكد توفيقي أن هذه الصفقة - إن تمت - فستعطي زخماً كبيراً للسوق العقاري المحلي، الذي لم يشهد صفقة كبرى بهذا الحجم منذ فترة طويلة جداً، لاسيما في ظل ما يشهده من صعوبات منذ بدء انتشار فيروس كورونا، موضحاً أن تقدّم المستثمر القطري لشراء الأرض يعكس جاذبية السوق المحلي خارجياً، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص العديدة التي يتمتع بها السوق العقاري الكويتي.
مشاركة :